كتبت – هاجر هشام
كشفت دراسة علمية جديدة عن علاقة قوية بين استهلاك الكافيين وخطر الإصابة بمرض ألزهايمر وأنواع أخرى من الخرف، وأكدت الدراسة، التي نشرت في مجلة "ألزهايمر والخرف"، أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات معتدلة من الكافيين بشكل يومي، أي ما يعادل حوالي فنجانين من القهوة، هم أقل عرضة للإصابة بفقدان الذاكرة المرتبط بالخرف.
دراسة فرنسية تكشف العلاقة بين الكافيين والخرف
قام فريق من الباحثين الفرنسيين بتحليل بيانات 263 فرداً يعانون من ضعف إدراكي خفيف أو مرض ألزهايمر، حيث قاموا بتقييم استهلاكهم للكافيين وعوامل أخرى مثل العمر والجنس وحالة التدخين.
وتم جمع هذه البيانات على مدى خمس سنوات، من 2010 إلى 2015، وخلال هذه الفترة، خضع المشاركون لسلسلة من التقييمات الطبية والنفسية، بالإضافة إلى الإجابة على استبيانات حول عاداتهم اليومية، بما في ذلك استهلاك الكافيين.
تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، الأولى تضم الأشخاص الذين يستهلكون 216 ملليغرام من الكافيين أو أقل يومياً، والثانية تضم أولئك الذين يستهلكون أكثر من هذا المقدار.
بعد تحليل البيانات، توصل الباحثون إلى نتيجة مفاجئة ومهمة وهي أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات أعلى من الكافيين كانوا أقل عرضة للإصابة بفقدان الذاكرة المرتبط بمرض ألزهايمر، وهذا على الرغم من أضرار الكافيين الشائعة.
وقالت مديرة البرامج العلمية والتوعية في "جمعية ألزهايمر" الدكتورة كلير سيكستون، لصحيفة Health: "لقد تنوعت الدراسات السابقة التي بحثت العلاقة بين استهلاك الكافيين وخطر الإصابة بالخرف ومرض ألزهايمر، وأظهرت بعض الدراسات أن الكافيين قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف بكمية صغيرة، بينما لم تُظهر دراسات أخرى أي تأثير أو زيادة طفيفة في الخطر".
واستكملت: "من المهم أن ندرك أن الكافيين يمكن استهلاكه بطرق متنوعة، بما في ذلك القهوة والشاي والشوكولاتة ومشروبات الطاقة، ويحتوي بعضها على مستويات عالية من السكريات والمحليات الصناعية والمكونات الأخرى التي قد تقلل من أي فائدة محتملة للكافيين".
من الجدير بالذكر أن الباحثين قاموا بتعديل نتائجهم لحساب عوامل أخرى قد تؤثر على النتائج، مثل العمر والجنس وعادات التدخين، وحتى بعد إجراء هذه التعديلات، ظلت العلاقة بين استهلاك الكافيين وانخفاض خطر الإصابة بالخرف واضحة.
على الرغم من نتائج الدراسة الواعدة، إلا أن الآلية الدقيقة التي تربط بين الكافيين وتقليل خطر الإصابة بالخرف لم تفهم بشكل كامل حتى الآن، يعتقد الباحثون أن الكافيين قد يؤثر على بعض العمليات في الدماغ التي ترتبط بتطور مرض ألزهايمر، مثل تقليل تراكم بروتينات الأميلويد بيتا.
الكافيين ليس حل سحري
من المهم التأكيد على أن الكافيين ليس حل سحري للوقاية من مرض ألزهايمر، فإن العوامل الوراثية وأسلوب الحياة بشكل عام تلعب دورا هاما في الوقاية من هذا المرض، بالإضافة إلى ذلك، يجب استهلاك الكافيين باعتدال، حيث أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوبة مثل الأرق وزيادة ضربات القلب.