وصلت مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة حماس إلى طريق مسدود بعد إعلان وزارة الخارجية القطرية عن توقف وساطتها مؤقتًا لحين توافر رغبة قوية من الطرفين للتوصل إلى اتفاق.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد بن محمد الأنصاري، بأن بلاده أبلغت طرفي المفاوضات أنها "ستستأنف تلك الجهود مع الشركاء عند توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب ومعاناة المدنيين المستمرة نتيجة الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع".
وأكد الأنصاري أن "دولة قطر ستكون في المقدمة لبذل كل جهد إيجابي لإنهاء الحرب وإعادة الرهائن والأسرى".
ومع مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب، يتساءل مراقبون عن مصير ورقة الضغط الأساسية لحماس في مواجهة إسرائيل، وهي قضية المحتجزين في القطاع، في ظل ورود أنباء عن تناقص أعدادهم بشكل كبير منذ بداية الحرب نتيجة القصف الاسرائيلي وتدهور الحالة الصحية لعدد منهم.
ويعول العديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة على صفقة محتملة بين إسرائيل وحماس لتحرير أكبر عدد من المحتجزين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، خاصةً أصحاب الأحكام العالية.
ويرى المحلل السياسي عبد الباري فياض أن حماس، كحركة ذات مرجعية دينية، تواجه اليوم معضلة بشأن كيفية التعامل مع الأسرى وفقًا لأحكام الإسلام، خاصةً بعد ورود تقارير عن مقتل ستة من الأسرى على يد مقاتلي حماس بعد محاصرتهم من الجيش الإسرائيلي في أحد الأنفاق.
ويحث الإسلام على معاملة الأسرى معاملة حسنة، ويجيز فداءهم بالمال أو بتحرير أسرى المسلمين أو إطلاق سراحهم منّاً بلا مقابل.
وفي حين يرى بعض المحللين أن السابع من أكتوبر كان انتصاراً لحماس التي فاجأت إسرائيل بضربها في العمق، إلا أن حجم الخسائر التي شهدتها غزة على مدار العام فاق التوقعات وجعل من الصعب الآن الحديث عن انتصار تكتيكي أو استراتيجي.
ويقول المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة إنه، رغم تراجع شعبية حماس بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية، إلا أن الحركة لا تزال قادرة على تحقيق اختراق شعبي في حال نجحت في إنهاء الحرب وتحرير أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.