أعلنت الحكومة البريطانية، الثلاثاء، أنها ستستضيف في الثاني عشر من مارس مؤتمراً دولياً يهدف إلى دعم جهود السلام بين إسرائيل وفلسطين، والمساهمة في إنشاء صندوق دولي طويل الأجل لتعزيز الاستقرار ودعم المبادرات المدنية في المنطقة.
وأوضحت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان رسمي، أن المؤتمر سيجمع ممثلين عن منظمات المجتمع المدني من مختلف أنحاء المنطقة، باعتباره خطوة لتنفيذ تعهد رئيس الوزراء كير ستارمر باستضافة هذا الحدث وإطلاق صندوق مخصص لتمويل مبادرات السلام على المدى البعيد.
وأشار البيان إلى أن منظمات المجتمع المدني في إسرائيل وفلسطين تلعب دوراً مركزياً في دعم التقدم الذي تحقق خلال الأشهر الماضية، مؤكداً أن الحكومة البريطانية عملت العام الماضي مع شركاء محليين ودوليين لضمان جاهزية هذه المنظمات لقيادة مبادرات تعزز الاستقرار وتمهّد الطريق لحل الدولتين، بما يضمن الأمن للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر إن اتفاق وقف إطلاق النار المستمر منذ شهرين "لا يزال هشاً للغاية"، رغم أنه أنهى عامين من المعاناة. وأضافت أن الطريق لا يزال طويلاً لتنفيذ خطة النقاط العشرين التي أقرتها الأمم المتحدة وتحقيق سلام مستدام وعادل.
وأكدت كوبر أن مؤتمر لندن يشكل "محطة مهمة" في الجهود الدولية الراهنة، نظراً لكونه يجمع ممثلين عن المجتمعين المدنيين الفلسطيني والإسرائيلي في محاولة لبناء أرضية مشتركة، وتجاوز الانقسامات العميقة، والعمل نحو مستقبل يسمح بقيام دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن.
وفي سياق متصل بخطط السلام في غزة، قال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية إن البيت الأبيض يستعد للإعلان عن سلسلة قرارات "مهمة" في الأسابيع المقبلة، في إطار التقدم نحو تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن غزة، وسط تحركات لحماس للبحث عن رفات آخر إسرائيلي داخل القطاع.
وأوضح المسؤول أن إدارة ترمب تدفع باتجاه نموذج حكومة انتقالية في غزة، عبر تشكيل لجنة تكنوقراط فلسطينية لا تنتمي لأي فصيل سياسي، تكون مسؤولة عن إدارة الخدمات اليومية والمهام البلدية. كما تضغط واشنطن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، في ظل شروط إسرائيلية تشمل استعادة الرفات ونزع سلاح حماس وانسحاب الجيش الإسرائيلي من مواقع إضافية داخل القطاع.
ومع اقتراب زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة في 29 ديسمبر، أكد المسؤول الأميركي أن "تقدماً ملحوظاً" تحقق في تنفيذ خطة النقاط العشرين. وأضاف أن حماس ملتزمة بالتخلي عن سلاحها كما نص الاتفاق، وأن نزع السلاح الكامل سيضمن عدم قدرتها على تشكيل تهديد مستقبلي لإسرائيل أو لسكان غزة.
ومن المتوقع أن يُصدر الرئيس ترمب قريباً إعلانه بشأن إنشاء "مجلس السلام" وقوة دولية للاستقرار في غزة، في خطوة مرجح أن تتم قبل أعياد الميلاد.




