بعد أسبوع على انطلاقها، تواصل عملية "الحجارة الخمس" الإسرائيلية توسيع نطاق عملياتها العسكرية وبخاصة في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، في واحدة من أكبر العمليات الميدانية التي يشهدها شمال الضفة منذ سنوات.
وتأتي العملية، التي بدأت منتصف الأسبوع الماضي، في إطار ما يصفه الجيش الإسرائيلي بـ"العمل الاستباقي لمنع ترسخ بنى مسلّحة قد تهدد الإسرائيليين".

للمرة الأولى منذ مدة طويلة، نشرت إسرائيل لواءين عسكريين داخل طوباس، إلى جانب قوات كوماندوز ووحدات "شومرون" و"منشيه"، وبمساندة جوية مكثفة.
وقال محافظ طوباس والأغوار الشمالية، محمد الأسعد، إن المنطقة "لم تشهد قوات بهذا الحجم منذ فترة طويلة"، في إشارة إلى مستوى التصعيد الإسرائيلي.


وتأتي هذه العملية بعد نحو عشرة أشهر من بدء عملية "السور الحديدي" التي دمّر فيها الجيش الإسرائيلي أجزاء واسعة من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، ومنع أكثر من 40 ألف فلسطيني من العودة إلى منازلهم.

وبحسب تقديرات استخباراتية إسرائيلية، فإن عناصر مسلّحين فرّوا من جنين ونابلس باتجاه طوباس بهدف "إعادة تشكيل بنى قتالية جديدة" بالتعاون مع ناشطين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وقال الجيش إنه خلال الأيام الأولى من الهجوم تمكن من استجواب عشرات "المشتبه بهم"، ومصادرة عشرات آلاف الشواكل، إضافة إلى تدمير مخابئ أسلحة ومواقع يصفها بـ"البنية التحتية الإرهابية".

وخلال جولة ميدانية، قال رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، إن العمليات تهدف إلى “إحباط أي تهديد محتمل ومنع نمو تنظيمات مسلحة جديدة”، مشيرًا إلى أن الجيش ينفّذ منذ عامين "حملة هجومية مستمرة في يهودا والسامرة" — في إشارة إلى الضفة الغربية.

ويتسود حالة من القلق والتوتر الفلسطينيين في الضفة الغربية من انتقال نموذج الحرب في غزة الى الضفة وسط حديث عن سياسة أمنية اسرائيلية أكثر تشددا في التعامل مع غير المقاتلين أيضا حيث قتل آخر الشهر الماضي مراهقين بعد إطلاق حجار على القوات الإسرائيلية.

وتضاعف حالة التوتر الأمني في الضفة الركود الاقتصادي الغير المسبوق في المدن الفلسطينية وسط دعوات داخلية لتفويت الفرصة على الحكومة الإسرائيلية اليمينية الاكثر تطرفا لاختلاق الذرائع للقيام بالمزيد من العمليات العسكرية.