تعيش بلدة كفر عقب شمال القدس حالة من الحزن بعد مقتل فتيين فلسطينيين، يبلغان من العمر 16 و18 عامًا، خلال مداهمة نفذتها قوات الجيش الإسرائيلي في البلدة نهاية الأسبوع الماضي، في حادثة أثارت غضبًا واسعًا وقلقًا متصاعدًا بين الأهالي في المنطقة.

ووفق رواية الجيش الإسرائيلي، فقد تعرضت قواته لاستهداف بالحجارة والمفرقعات النارية خلال المداهمة، قبل أن يردّ الجنود بإطلاق النار. أما وزارة الصحة الفلسطينية فأكدت أن الشابين قضيا متأثرَين بإصاباتهما خلال العملية، مشيرة إلى أن الأعمار الصغيرة للضحايا تثير “أسئلة مؤلمة حول قواعد الاشتباك المعتمدة”.

وبحسب مصادر محلية في كفر عقب، فقد كان الفتيان في المكان لحظة دخول القوات، قبل أن تتطور الأوضاع بسرعة إلى اشتباك انتهى بمقتلهما. ويقول السكان إن اقتحامات ليلية مماثلة أصبحت متكررة في الأشهر الأخيرة، ما زاد من المخاوف لدى العائلات على سلامة أبنائها، خصوصًا المراهقين.

وفي أعقاب الحادثة، أصدرت لجنة الأهالي المحلية في البلدة بيانًا عاجلًا دعت فيه أولياء الأمور إلى مراقبة تحركات أبنائهم بشكل مستمر، ولا سيما خلال ساعات التوتر أو أثناء دخول القوات الإسرائيلية إلى الأحياء. وقال أحد الأهالي إن “هذه حادثة مأساوية للغاية لم يكن يجب أن تحدث، وكان من الممكن منعها. كل البلدة تشارك العائلات حزنها العميق، وتدعو لتهدئة الأوضاع ووقف الملاحقات داخل الحي”. ودعا جميع أولياء الأمور إلى حماية أبنائهم الصغار لتفادي تكرار المأساة.

وتشهد عدة مناطق في الضفة الغربية تصاعدًا في المواجهات خلال المداهمات الليلية، حيث قُتل عدد من الفتيان خلال الأسابيع الماضية، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. ويرى أهالٍ ونشطاء حقوقيون أن ارتفاع وتيرة القتل في صفوف المراهقين “يُنذر بانفجار اجتماعي” في ظل غياب أي إجراءات لتهدئة الأوضاع.

ويؤكد سكان كفر عقب أن الحادثة الأخيرة خلّفت حالة من الحزن والذهول، إلى جانب خوف متزايد من أن يجد شبان آخرون أنفسهم في مرمى النار خلال لحظات التوتر.

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، شهدت السياسة الأمنية الإسرائيلية في المدن الفلسطينية تشددًا غير مسبوق، في انعكاس — بحسب محللين — لسياسات الحكومة الإسرائيلية التي تُوصف بأنها الأكثر تطرفًا في تاريخ الدولة العبرية.