جدّدت دائرة الأوقاف الإسلامية رفضها لأي محاولة للمساس بالوضع القائم في المسجد الأقصى، مؤكدة حرصها على ضمان حسن إدارة شؤون الحرم القدسي الشريف كافة وتنظيم الدخول إليه.
وضبط موظفو الأوقاف الشهر الماضي مجموعة من المتشددين اليهود بصدد إدخال ماعز وعدد من الحمام الحي إلى داخل باحات المسجد، بهدف تقديمها كـ"قرابين"، قبل أن تتدخل قوات من الشرطة الإسرائيلية لإخراجهم.
وتعدّ هذه الواقعة الثالثة خلال ستة أشهر يُضبط فيها متسللون بحوزتهم حيوانات داخل الموقع، ما أعاد الجدل حول أهداف هذه المحاولات وتكرارها.
ووفق موظفين في دائرة الأوقاف الإسلامية، فقد جرى إحباط العملية بسرعة بعد رصد المتسللين، حيث تدخّل طاقم الأوقاف بمساندة عناصر من الشرطة المتواجدة في المنطقة، وتم توقيف الشبان الذين يُتوقع صدور أوامر بمنعهم من دخول المسجد لفترات متفاوتة.
واعتبر أحد موظفي الأوقاف أن "هذه حادثة خطيرة وغير معتادة إطلاقًا، لكن الحمد لله نجحنا في التعامل معها بسرعة. ومنذ ذلك الوقت، الأجواء هادئة وجميع الصلوات تُقام بشكل طبيعي".
كما وثّقت لقطات سابقة، التقطتها فرق إعلامية محلية، مطاردةً بين عناصر الأمن وبعض الإسرائيليين الذين تَسلّلوا إلى باحات الأقصى، وتم إخراجهم تحت حراسة مشددة.
ويُذكر أن دائرة أوقاف القدس، التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، تُعد الجهة المشرفة رسميًا على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في القدس الشرقية، وذلك استنادًا إلى القانون الدولي الذي يعتبر الأردن آخر سلطة محلية مسؤولة عن هذه المواقع قبل احتلالها من جانب إسرائيل.
وبينما أُعيدت الأمور إلى طبيعتها في المسجد، يبقى تكرار هذه الحوادث مصدر قلقٍ للأوقاف وللسكان على حدّ سواء، وسط دعوات لتعزيز الرقابة ومنع أي محاولات قد تستغل حساسية المكان الدينية.
ويؤكد محللون أن هذه التطورات تعكس حساسية المرحلة، خصوصًا أن السلطات الإسرائيلية تدرك خطورة أي مساس بالوضع القائم في المسجد الأقصى على الصعيدين المحلي والدولي.
ويقول المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة إن "الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تتمكن من تجاوز هذا الخط الأحمر، نظرًا للتداعيات الكبيرة المترتبة على ذلك"، مضيفًا أن "الحكومة الحالية، رغم توجهاتها المتطرفة، لا تزال مضطرة للحفاظ على التوازن في ظل الرقابة الدولية المستمرة".






