مع اقتراب تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، قال نتانياهو إنه يتوقع الانتقال "قريبًا جدًا" إلى المرحلة التالية، مشيرًا إلى لقاء مرتقب هذا الشهر مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دون تحديد المكان، بينما أكد مكتبه أنه تلقى دعوة إلى البيت الأبيض.
وبموجب الاتفاق الذي رعته واشنطن، تشمل المرحلة الثانية انسحاب القوات الإسرائيلية من مواقعها داخل القطاع، وتسليم إدارة غزة إلى سلطة انتقالية، بالتوازي مع نشر قوة دولية للاستقرار، وهي نقطة ما تزال محل جدل بين الأطراف، خصوصًا في ظل رفض قطاعات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لفكرة انتشار قوات متعددة الجنسيات.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في القدس، أوضح نتانياهو أنّ إدخال الاتفاق في مرحلته التالية "أصعب وأكثر حساسية"، لافتًا إلى أن ملفات جوهرية لم تُحسم بعد، بينها طبيعة القوة الدولية وترتيبات الأمن على الأرض.
ورغم حديثه عن إمكانية تحقيق "سلام أوسع" مع الدول العربية، بقي موقفه ثابتًا بشأن الإصرار على السيطرة الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية، قائلا إن "مسألة الضم السياسي" لا تزال موضوع نقاش داخلي.
من جهته جدد المستشار الألماني فريدريش ميرتس دعم بلاده "الثابت" لإسرائيل، رغم التوتر الذي أثاره القرار الألماني في آب/أغسطس بفرض قيود على تصدير السلاح لإسرائيل كردّ على العمليات العسكرية المكثفة في غزة.
وأوضح ميرتس أن رفع الحظر جزئيًا نهاية تشرين الثاني جاء بعد تقييم جديد "للمعضلات" التي خلّفتها الحرب في غزة، مشيرًا إلى أن برلين ترى أن "لا اختلافات جوهرية" بينها وبين إسرائيل رغم التباينات الأخيرة. كما شدد على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" باعتباره، وفق قوله، الضامن لحقها في الوجود.
وفي المقابل، أبدى المستشار الألماني مواقف أكثر وضوحًا تجاه الملف الفلسطيني، إذ حثّ الرئيس محمود عباس على تنفيذ "إصلاحات ضرورية" في السلطة الفلسطينية لتكون قادرة على لعب دور فعّال في مرحلة ما بعد الحرب في غزة.
كما دان في اتصال هاتفي مع الرئيس أبو مازن، "الزيادة الهائلة" في اعتداءات المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية.
ورغم تحسن نسبي في الأجواء الدبلوماسية بين الجانبين، أكد ميرتس أن زيارة نتانياهو إلى ألمانيا "غير مطروحة للنقاش حاليًا"، في إشارة تعكس استمرار التوتر السياسي في برلين تجاه الحكومة الإسرائيلية الحالية.




