شدّد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، الثلاثاء، على أن سلاح الحزب "غير قابل للمساومة"، مؤكداً أن الحزب لن يخضع لما وصفه بـ"الابتزاز الأميركي الإسرائيلي" الهادف إلى فرض وقائع جديدة في لبنان تحت غطاء اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال قاسم في خطاب متلفز إن ما تطلبه الولايات المتحدة من لبنان "يُنفَّذ عبر اليد الإسرائيلية"، معتبراً أن واشنطن "تستخدم التهديدات والحصار الاقتصادي والضغط الميداني لانتزاع ما لم تستطع تحقيقه بالحرب".

وأضاف أن "المبعوث الأميركي توم براك صرّح علناً أنه يريد تسليح الجيش اللبناني ليواجه شعبه المقاوم"، وتساءل: "كيف يمكن للحكومة اللبنانية أن تقبل بذلك، فيما الجنوب ينزف بفعل العدوان الإسرائيلي؟ إن نزف الجنوب اليوم سيصل إلى كل لبنان بسبب أميركا وإسرائيل".

وأوضح قاسم أن اتفاق وقف إطلاق النار "ينحصر تطبيقه في جنوب الليطاني"، مطالباً إسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية والإفراج عن الأسرى، مؤكداً أن "لا حديث عن أي اتفاق جديد أو تبرئة للاحتلال قبل تنفيذ البنود القائمة كاملة".

وتابع قائلاً: "بعد انسحاب الاحتلال وتنفيذ التزاماته، يمكن للبنانيين أن يناقشوا مستقبل قوتهم الدفاعية وسيادتهم بأنفسهم، من دون تدخل أو وصاية من أحد".

وتأتي تصريحات قاسم في ظلّ تصاعد النقاش الداخلي حول مصير سلاح حزب الله، وسط ضغوط أميركية وإسرائيلية متواصلة لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وهي مطالب لم تلقَ تجاوباً من الحزب حتى الآن.

وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون قد أكد، الجمعة، تمسّك بلاده باتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل، الموقع في 27 نوفمبر 2024 برعاية أميركية وفرنسية، متهماً تل أبيب بعدم الالتزام ببنوده واستمرار احتلالها لخمس تلال داخل الأراضي اللبنانية، إلى جانب الغارات شبه اليومية التي تستهدف الجنوب.