أعلن مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، الأربعاء، استلامه جثامين 15 فلسطينياً في إطار اتفاق تبادل الجثامين الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي إلى 285 جثماناً تم تسليمهم منذ بدء تنفيذ الاتفاق.

وقال المستشفى في بيان إن "الدفعة العاشرة من جثامين القتلى الفلسطينيين وصلت إلى مجمع ناصر الطبي وعددهم 15، وذلك ضمن صفقة تبادل الجثامين بين الجانب الفلسطيني وإسرائيل".

تفاصيل الاتفاق وآليته
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) برعاية أميركية، تعيد إسرائيل 15 جثماناً لفلسطينيين مقابل كل جثة رهينة إسرائيلي تستلمها من حركة "حماس".

وأكدت إسرائيل أن الجثة التي تسلمتها الثلاثاء تعود إلى الرقيب إيتاي تشين، وهو شاب يبلغ من العمر 19 عاماً ويحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية، وكان قد اختطف خلال هجوم "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التعرف على هوية تشين تم عبر المركز الوطني للطب الشرعي، وأن عائلته أُبلغت رسمياً بإعادته إلى إسرائيل. وذكر الجيش الإسرائيلي أن وفاته أُعلنت رسمياً في 10 مارس (آذار) 2024.

آخر رهينة أميركي – إسرائيلي
ووفقاً لشبكة CNN والقناة الإسرائيلية 12، فإن تشين يُعد آخر رهينة يحمل الجنسية الأميركية إلى جانب الإسرائيلية، وقد كان متمركزاً على الحدود مع غزة أثناء هجوم الحركة، قبل أن يُفقد الاتصال به لخمسة أشهر، إلى أن أعلن الجيش وفاته ونُقلت جثته إلى القطاع.

صفقة تبادل موسعة
وبحسب اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة، أفرجت "حماس" عن جميع الرهائن العشرين الأحياء الذين كانت تحتجزهم في غزة مقابل نحو 2000 سجين ومعتقل فلسطيني أطلقت إسرائيل سراحهم. كما تعهدت الحركة بتسليم رفات القتلى من الرهائن، لكنها أشارت إلى أن الدمار الواسع في القطاع يجعل العثور على بعض الرفات مهمة صعبة.

وتتهم إسرائيل "حماس" بالمماطلة في تنفيذ الجزء المتعلق بإعادة الرفات، بينما تقول السلطات الصحية في غزة إن إسرائيل سلّمت حتى الآن رفات 270 فلسطينياً قُتلوا منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

خسائر بشرية فادحة منذ اندلاع الحرب
وتشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة، في حين تقول وزارة الصحة في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة أدت إلى مقتل أكثر من 68 ألف فلسطيني.

ورغم صمود اتفاق وقف إطلاق النار بشكل عام، فإن الحوادث الميدانية لم تتوقف. إذ أفادت السلطات الصحية الفلسطينية بمقتل 239 شخصاً منذ بدء سريانه، نصفهم تقريباً في يوم واحد الأسبوع الماضي إثر غارات إسرائيلية على شمال القطاع، بينما قالت إسرائيل إن ثلاثة من جنودها قُتلوا خلال اشتباكات مع مسلحين اقتربوا من مناطق انسحبت إليها قواتها.