مع الإعلان الرسمي عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، تتزايد الآمال بين المواطنين الفلسطينيين في القدس باستئناف حياتهم بعد أشهر من المعاناة نتيجة انعكاسات الحرب في غزة.
وقد أثرت الحرب في قطاع غزة سلباً على سكان الضفة والقدس على حد سواء، نتيجة سياسة العقاب الجماعي الإسرائيلية إلى جانب التراجع الكبير في عدد السياح.
وألغى آلاف السياح حجوزاتهم، وأصبحت الحركة السياحية شبه معدومة في القدس منذ تفجر الأوضاع في قطاع غزة.
كما فرضت الشرطة الإسرائيلية إجراءات أمنية مشددة وقيوداً صارمة على دخول الفلسطينيين القادمين من محافظات الضفة، مما زاد من حدة الأزمة.
وتعد أسواق البلدة القديمة في القدس شريان الحياة لأكثر من 5000 أسرة تعتمد على التجارة والسياحة كمصدر رزق رئيسي.
وتشير إحصاءات مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية إلى أن حوالي 80% من المقدسيين يعيشون تحت خط الفقر، ويفاقم ذلك الضرائب الإضافية التي فرضتها إسرائيل لتمويل الحرب، إلى جانب الارتفاع الكبير في الأسعار.
وبالتزامن مع الإعلان رسمياً عن اتفاق وقف الحرب في غزة، عبّر العديد من التجار عن أملهم في أن يسهم الاتفاق في استعادة الحركة السياحية تدريجياً، مما قد يعوض الخسائر التي تكبدتها الأسواق خلال الأشهر الماضية.
وقال أحد التجار المحليين: "لقد أثرت الحرب بشكل كبير على أعمالنا، لكننا الآن نأمل أن يتحسن الوضع الأمني وأن يعود السياح إلى المدينة قريباً."
وفي تصريح لصحيفة العربي الجديد، أكد رئيس جمعية السياحة الوافدة في الأراضي المقدسة، طوني خشرم، أن "ما تلا معركة (طوفان الأقصى) ترك تأثيراً فورياً على القطاع السياحي المقدسي، بسبب إجراءات الاحتلال الأمنية، ومغادرة جميع الوفود السياحية، وإلغاء آلاف الحجوزات المقررة للشهور المقبلة."
يبقى التحدي الأكبر أمام المقدسيين تحقيق استقرار طويل الأمد يضمن عودة النشاط التجاري والسياحي إلى سابق عهده، ويخفف من الأعباء المعيشية التي أثقلت كاهلهم طيلة السنة الماضية.