كتب: عبد الرحمن عطية

تجري إندونيسيا هذا الأسبوع أولى مناوراتها البحرية المشتركة مع روسيا، في خطوة ينظر إليها كمؤشر على تغيير استراتيجي في السياسة الخارجية، بقيادة الرئيس الإندونيسي الجديد، برابوو سوبيانتو، الذي يسعى لتوسيع دور بلاده على الساحة الدولية.

مناورات بحرية لإندونيسيا مع روسيا

تعد هذه المناورات أول تدريب بحري ثنائي بين جاكرتا وموسكو، رغم مشاركة إندونيسيا سابقا في تدريبات جماعية مع روسيا ضمن إطار رابطة دول جنوب شرقي آسيا "آسيان" عام 2021.

الحرب بين روسيا وأوكرانيا

لطالما تبنت إندونيسيا سياسة خارجية محايدة، متجنبة الانحياز الواضح في الصراعات العالمية، مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا أو التوترات بين الصين والولايات المتحدة.

لكن الرئيس سوبيانتو يسعى لتعزيز العلاقات مع موسكو، رغم الضغوط الغربية التي تطالب بالابتعاد عن روسيا.

وبحسب بيتر باندي، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية  (CSIS)فإن هذا القرار يأتي ضمن "رؤية أوسع لتوطيد العلاقات مع جميع الأطراف، ما دامت إندونيسيا تستطيع تحقيق الفائدة من الوضع".

وتقدر المبادلات التجارية بين جاكرتا وموسكو بمليارات الدولارات، لكن واردات الأسلحة من روسيا شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة بسبب العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.

ورغم التهديدات الأمريكية، أبدى الرئيس سوبيانتو اهتمامه بصفقة محتملة بقيمة 1.1 مليار دولار لشراء مقاتلات روسية وقعت في 2018 كما رفضت إندونيسيا الضغط الغربي لمنع مشاركة روسيا في قمة مجموعة العشرين التي استضافتها عام 2022.

ومن المتوقع أن تستمر المناورات المشتركة 5 أيام في شرق جزيرة جاوا، بمشاركة ثلاث سفن حربية وسفينة صهريج ومروحية عسكرية روسية، في خطوة وصفها المحاضر في المدرسة العليا للدبلوماسية، أنتون علي عباس، بأنها تؤكد استعداد إندونيسيا للعمل مع جميع الأطراف على الساحة الجيوسياسية.