تواصل وزارة التجهيز الفلسطينية بالتنسيق مع البلديات في محافظات الضفة الغربية العمل على إعادة تأهيل الطرق والبنية التحتية التي تضررت بشكل كبير نتيجة جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، في وقت تستعد فيه السلطات المحلية لاستقبال فصل الشتاء الممطر.
وأفادت مصادر بلدية في طولكرم أن فرق العمل شرعت بإزالة السواتر الترابية وإصلاح شارع نابلس الحيوي، الذي تعرض لدمار واسع خلال الاقتحامات المتكررة. ورحّب السكان بهذه الخطوة، معتبرين أنها ستخفف من معاناتهم اليومية وتعيد الحياة إلى المدينة. وقال المواطن أحمد عودة: "إعادة فتح الشارع تعني عودة العمل والمدارس، نحن بحاجة إلى هذا النفس الجديد".
في السياق ذاته، أعلنت بلديات أخرى عن خطط لإصلاح شبكات المياه والكهرباء، مؤكدة أن حجم الأضرار يتطلب ميزانيات ضخمة ودعمًا خارجيًا لضمان استمرارية مشاريع الترميم.
مخاوف من تعطيل الجهود
ويرى مراقبون أن نجاح عمليات التأهيل يرتبط بالحفاظ على الهدوء الميداني. وأكد المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة أن "إسرائيل تستخدم ذريعة الأنشطة المسلحة لتبرير اقتحام المدن والمخيمات، ما يفاقم الدمار ويبدد جهود الإصلاح". ودعا الفصائل إلى تفويت الفرصة على الحكومة الإسرائيلية عبر تجنيب المدن موجات جديدة من التصعيد.
خطط طوارئ واستحقاقات قادمة
وبحسب المسؤولين المحليين، فإن الأولوية حاليًا هي تهيئة الطرق والبنية التحتية قبل موسم الأمطار، مع تنسيق مستمر بين المؤسسات الفلسطينية وجهات دولية لتأمين التمويل اللازم. ويؤكد خبراء أن استمرار هذه الجهود يتطلب بيئة مستقرة، بعيدًا عن المواجهات التي قد تعيد المشهد إلى نقطة الصفر.
وتبرر إسرائيل عملياتها في الضفة الغربية بوجود "أنشطة للفصائل المسلحة" تتلقى، بحسب الرواية الإسرائيلية، دعمًا وتمويلًا من إيران، وهو ما تستخدمه ذريعة لاقتحام المخيمات وإلحاق أضرار جسيمة بالمنازل والبنية التحتية.
وتظهر بعض التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي وجود دعوات صريحة في الضفة للفصائل المسلحة بعدم منح الحكومة الإسرائيلية المتطرفة ذرائع جديدة لتنفيذ عمليات عسكرية داخل المحافظات الفلسطينية.
كما يشدد البعض على أن الاقتحامات الإسرائيلية تُبدد جهود سنوات من العمل الشعبي والبناء، داعين إلى تجنيب المدن المزيد من المواجهات التي قد تؤدي إلى كوارث إنسانية، والعمل بدلًا من ذلك على دعم التحركات الرسمية للسلطة الفلسطينية في المحافل الدولية للضغط على إسرائيل من أجل وقف عدوانها.