أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، السماح لسوريا بإعادة فتح سفارتها في واشنطن، في خطوة مفاجئة تزامنت مع الزيارة الرسمية للرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة الأميركية، هي الأولى من نوعها منذ عقود.

وقال مسؤول أميركي رفيع – طلب عدم ذكر اسمه – إن القرار يهدف إلى "تعزيز التنسيق بين البلدين في مجالات مكافحة الإرهاب والأمن والاقتصاد"، مضيفاً أن هذه الخطوة تأتي في إطار انخراط سوريا مجدداً في المنظومة الدولية بعد سنوات من العزلة.

وأوضح المصدر أن دمشق انضمت رسمياً إلى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، لتصبح العضو التسعين في التحالف، مشيراً إلى أن التعاون بين الجانبين سيتركز على "القضاء على آخر معاقل التنظيم في سوريا والعراق، ومنع تدفق المقاتلين الأجانب إلى المنطقة".

وتأتي هذه التطورات بعد محادثات وُصفت بأنها "غير مسبوقة" في البيت الأبيض بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره السوري أحمد الشرع، تناولت مستقبل العلاقات الثنائية وإمكانية رفع العقوبات الاقتصادية عن دمشق، إضافة إلى انخراطها المحتمل في اتفاقيات أبراهام الإقليمية.

وكان ترامب قد أشاد خلال المؤتمر الصحفي بالرئيس الشرع، واصفاً إياه بأنه "قائد قوي يتمتع بقدرة على توحيد بلاده بعد سنوات من الحرب"، مضيفاً أن "الماضي الجهادي للشرع ربما يكون عاملاً مساعداً في إعادة بناء سوريا وإعادة دمجها في المجتمع الدولي".

ويُعد أحمد الشرع أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض منذ استقلال سوريا عام 1946، بعد أن تولى الحكم في ديسمبر الماضي إثر الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، في تحالف فصائلي أنهى أكثر من عشر سنوات من النزاع.

ويُذكر أن الشرع كان قبل عام فقط يُعرف باسم "أبي محمد الجولاني"، قائد "هيئة تحرير الشام" المنبثقة عن جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، قبل أن يعلن فك ارتباطه بالتنظيم. وكانت واشنطن قد أدرجته سابقاً على قوائم الإرهاب ورصدت مكافأة مالية كبيرة للقبض عليه، قبل أن تُشطب الهيئة من تلك القوائم في يوليو الماضي.

وفي ختام اللقاء المغلق، قال ترامب للصحفيين: "الشرع رجل قوي، ماضيه صعب لكن تجربته تمنحه فهماً حقيقياً للسلام بعد الحرب. نثق بقدرته على قيادة سوريا نحو الاستقرار والازدهار".