حذر المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط توم برّاك من أن استمرار الحكومة اللبنانية في "التردد والتباطؤ" بشأن ملف نزع سلاح حزب الله قد يدفع إسرائيل إلى التحرك منفردة لتنفيذ هذه المهمة، داعيًا بيروت إلى اتخاذ خطوات "حازمة وسريعة" لإعادة فرض سيادة الدولة على كامل أراضيها.
وقال برّاك في مقال نشره، الاثنين، عبر حسابه على منصة "إكس" بعنوان "سوريا ولبنان: الخطوة التالية نحو سلام شامل في الشرق الأوسط":
"نزع سلاح حزب الله ليس مطلبًا أمنيًا إسرائيليًا فحسب، بل فرصة للبنان من أجل التجديد، وإعادة بناء الثقة مع شركائه الإقليميين الذين أبدوا استعدادهم للاستثمار في البلد، شريطة أن يُحصر السلاح بيد الدولة وحدها."
وكشف المبعوث الأميركي أن واشنطن قدّمت في وقت سابق مقترحًا مشتركًا مع باريس يتضمن حوافز اقتصادية للبنان مقابل البدء بخطة تدريجية لنزع سلاح الحزب تحت إشراف دولي، لكنه أشار إلى أن "نفوذ الحزب داخل مجلس الوزراء" حال دون إقرار الخطة.
وأضاف أن الفرصة ما زالت قائمة في ضوء التحولات الإقليمية التي يشهدها الشرق الأوسط بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشيرًا إلى أن اجتماع قادة العالم في شرم الشيخ لدعم مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مثّل "لحظة فارقة في الدبلوماسية الإقليمية".
ويرى برّاك أن "ما بدأ كهدنة في غزة تحوّل إلى بداية لشراكة إقليمية جديدة تقوم على التعاون بدلًا من الصراع"، معتبرًا أن لبنان يستطيع أن يكون جزءًا من هذا التحول "إذا اختار طريق الدولة لا الميليشيا".
وتزامنت تصريحات المبعوث الأميركي مع وصول ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى إسرائيل، على أن ينضم إليهما نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس لمتابعة التطورات الميدانية في غزة.
وفي خطاب ألقاه في الكنيست الإسرائيلي قبل توجهه إلى شرم الشيخ، قال الرئيس دونالد ترامب إنه يدعم الرئيس اللبناني جوزاف عون في "جهوده لحصر السلاح بيد الدولة"، مؤكدًا أن لبنان "يخطو نحو بناء دولة قادرة على العيش بسلام مع جيرانها".
ويأتي هذا الموقف الأميركي بعد أسابيع من إقرار الحكومة اللبنانية خطة أولية لتكليف الجيش بوضع آلية تنفيذية لحصر السلاح، في خطوة اعتبرها مراقبون "استجابة جزئية" للضغوط الأميركية والخليجية.
في المقابل، جدّد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم رفضه لأي محاولة لانتزاع سلاح الحزب خارج شروطه، مؤكدًا أن تسليم السلاح لن يتم إلا بعد انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف الاعتداءات وإطلاق الأسرى.
ويقول مراقبون إن تصريحات برّاك تمثل أقوى تحذير أميركي مباشر للحكومة اللبنانية منذ توقيع اتفاق غزة، وتكشف عن اتجاه واشنطن إلى ربط مسار "نزع سلاح حزب الله" بمشروعها الأوسع لتحقيق توازن إقليمي جديد في الشرق الأوسط.