تشهد مدينة شرم الشيخ المصرية منذ أيام مفاوضات مكثفة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في غزة، وسط مؤشرات وصفت بـ"الإيجابية" من مختلف الأطراف، وحضور دبلوماسي أميركي رفيع يعكس جدية المساعي لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الثالث.

وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، إن وفد الحركة قدّم "الإيجابية والمسؤولية اللازمة لإحراز التقدم المطلوب وإتمام الاتفاق"، مشيرًا إلى أن الوسطاء يبذلون جهودًا كبيرة لإزالة العقبات المتبقية أمام تنفيذ وقف إطلاق النار، وأن "روحًا من التفاؤل تسري بين الجميع" داخل أروقة المفاوضات.

وأوضح النونو أن المحادثات تتركز على آليات إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وتبادل الأسرى، مضيفًا أن "الوفود تبادلت اليوم قوائم الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم وفق المعايير والأعداد المتفق عليها".

وفي سياق متصل، أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تفاؤله بتقدم المفاوضات، قائلًا إنه سمع "أشياء مشجعة للغاية"، مؤكدًا أن القاهرة ستواصل جهودها لإنجاح المسار، وداعيًا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى حضور مراسم توقيع اتفاق غزة في مصر حال التوصل إليه.

من جانبها، أكدت حماس على لسان كبير مفاوضيها خليل الحية، أن الحركة "تريد ضمانات حقيقية من الرئيس ترامب والدول الراعية بأن أي اتفاق سيضع حدًّا نهائيًا للحرب"، مضيفًا أن "الاحتلال الإسرائيلي لا يُؤتمن، وتجارب الماضي أثبتت أنه لا يلتزم بوعوده".

وبحسب مصدر فلسطيني مطلع تحدث لوكالة فرانس برس، فإن حماس ناقشت في شرم الشيخ "الخرائط المبدئية للانسحاب الإسرائيلي وآلية تبادل الأسرى والمواعيد الزمنية"، مشيرًا إلى أن الحركة تصر على ربط جدول الإفراج عن الأسرى بمراحل الانسحاب الإسرائيلي.

وشهدت المفاوضات اليوم انضمام ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، مبعوثي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى جانب مشاركة رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين، ما يعكس تعدد الرعاة الإقليميين والدوليين في هذه الجولة الدقيقة من المحادثات.

وفي واشنطن، قال الرئيس ترامب إن هناك "فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة"، معتبرًا أن هذا الاتفاق "قد يفتح بابًا جديدًا للسلام في الشرق الأوسط بأسره". وأكد أن بلاده "ستضمن التزام كل الأطراف بالاتفاق في حال توقيعه".

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فرأى أن خطة ترامب "تحقق أهداف إسرائيل من الحرب"، متعهدًا بـ"العمل حتى استعادة جميع الرهائن والقضاء على حكم حماس وضمان ألا يشكّل قطاع غزة تهديدًا لإسرائيل مجددًا".

وبين تفاؤل الوسطاء وحذر الأطراف المتنازعة، تبقى مفاوضات شرم الشيخ آخر نافذة أمل لوقف حربٍ دمرت القطاع وأدخلت المنطقة في دوامة غير مسبوقة من الأزمات الإنسانية والسياسية.