اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن لا خيار أمام حزب الله سوى تسليم سلاحه للدولة اللبنانية، داعيًا الحزب إلى أن "يتعظ" من تجربة حركة حماس في قطاع غزة، بعد الخسائر التي تكبّدتها في حربها مع إسرائيل.
وفي مقابلة مع وكالة "فرانس برس" من مقرّه في معراب شمال بيروت، قال جعجع، أحد أبرز خصوم حزب الله: "لا خيار لدى الحزب إلا أن يسلم سلاحه إلى الدولة اللبنانية، لأن ثمة دولة وهي من تتخذ القرار."
وأضاف: "من المؤكد أن على حزب الله أن يتعلم مما يحدث مع حماس. هذا سبب إضافي للتسليم السريع للسلاح، لأن الوقت ليس في صالح أحد."
وتأتي تصريحات جعجع في وقت تستمر فيه المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في مصر، برعاية أميركية، من أجل تطبيق خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تتضمن وقفًا لإطلاق النار ونزع سلاح الحركة ومنع مشاركتها في حكم القطاع، بعد حرب مدمرة استمرت عامين وأودت بعشرات الآلاف.
وأشار جعجع إلى أن الحزب "يُزايد" حاليًا برفضه خطة الحكومة اللبنانية لنزع سلاحه، التي تم إقرارها في أغسطس الماضي على خلفية ضغوط إسرائيلية وأميركية متصاعدة، وقال: "لا أفهم كثيرًا ما الذي يقومون به، ولا ما الجدوى من حرب الإسناد، ولا من أحداث 7 أكتوبر. على أي أساس أُخذت هذه القرارات وإلى أين وصلت؟"
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، فتح حزب الله جبهة دعم من جنوب لبنان، تطورت في سبتمبر 2024 إلى مواجهة أكثر عنفًا تكبّد فيها الحزب خسائر كبيرة في صفوف قياداته وبنيته العسكرية، قبل أن يتم التوصل في 27 نوفمبر إلى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية أميركية وفرنسية، نصّ على انسحاب الحزب من جنوب الليطاني وحصر السلاح بالمؤسسات الرسمية.
وأكد جعجع، الذي يترأس الحزب صاحب أكبر كتلة نيابية في البرلمان اللبناني، أن على الدولة، ممثلة بالرئيس جوزيف عون والحكومة، أن تُظهر "حزمًا أكبر" في فرض سيادتها، مضيفًا أن رفض حزب الله تسليم سلاحه يجعله "خارج القانون" و"في موقع المتمرد على الدولة"، وهو ما "يضعف موقفه بدل أن يعزّزه"، على حدّ قوله.