حذّرت بلدية غزة من تفاقم الأوضاع الإنسانية في المدينة، مؤكدة أن القطاع يعيش كارثة غير مسبوقة جراء الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية المستمرة، والتي وصفتها البلدية بـ"حرب الإبادة" ضد السكان المدنيين.

وقالت البلدية، في بيان الثلاثاء، إن الدمار طال مختلف جوانب الحياة في المدينة، من بنية تحتية ومرافق خدمية ومبانٍ عامة وخاصة، مشيرة إلى أن غزة تحولت فعليًا إلى مدينة منكوبة بعد أن غدت شوارعها أكوامًا من الركام، وتوقفت معظم الخدمات الأساسية عن العمل.

وأضاف البيان أن مئات الآلاف من السكان ما زالوا يعيشون في ظروف قاسية للغاية، يفتقرون فيها إلى الماء النظيف، والخدمات الصحية، والغذاء، والمأوى، في ظل انهيار شبه كامل للبنية التحتية وغياب الدعم اللازم لاستمرار الحد الأدنى من الخدمات البلدية.

وأوضحت البلدية أن القصف الواسع استهدف الطرق وآبار المياه ومحطات الصرف الصحي وشبكات الإنارة والاتصالات والمباني العامة والخاصة، ما أدى إلى شلل شبه تام في تقديم الخدمات، وتفاقم الأوضاع الصحية وانتشار الأوبئة في عدد من مناطق المدينة.

كما أكدت أن فرق البلدية تعمل بقدرات محدودة للغاية، بعد فقدان معظم المعدات والآليات ونفاد الوقود، مشيرة إلى أن الجهود الحالية تتركز على الحفاظ على الحد الأدنى من الخدمات الأساسية رغم المخاطر الهائلة.

وحذّرت البلدية من أن استمرار العدوان مع اقتراب موسم الأمطار قد يؤدي إلى كوارث جديدة، في ظل انعدام الإمكانيات اللازمة لمواجهة السيول أو تصريف المياه، ما يهدد بمزيد من المعاناة الإنسانية لسكان المدينة المنكوبة.

وفي ختام بيانها، ناشدت بلدية غزة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والإغاثية بالتحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من مقومات الحياة، ودعم جهود البلدية في توفير الخدمات الأساسية وحماية المدنيين الذين يواجهون ظروفًا قاسية "في مدينة تكافح من أجل البقاء".