كتب – محمود طلبة
فتح الاتحاد الأوروبي نقاشا رسميا بشأن إمكانية تجميد جزء من تمويلاته
البحثية لإسرائيل، على خلفية الانتهاكات المستمرة في قطاع غزة رغم إعلان تل أبيب
عن وقف إنساني يومي وإدخال بعض المساعدات.
وبحسب المتحدث الأوروبي أنور العانوني لا يزال الوضع الإنساني في غزة كارثيا
وهو ما دفع المفوضية الأوروبية لطرح مقترح يقضي بتقييد مشاركة إسرائيل في برنامج هورايزن
أوروبا أضخم مبادرة بحثية وابتكارية في الاتحاد تتجاوز ميزانيتها 100 مليار يورو.
حرمان الشركات الإسرائيلية من التمويل
أوصت المفوضية يوم الإثنين بحرمان الشركات الإسرائيلية، لاسيما الناشئة
والصغيرة، من التمويلات المقدمة عبر مسرع مجلس الابتكار الأوروبي، وهو الذراع
الاستثمارية الأبرز ضمن البرنامج.
وتشير بيانات المفوضية إلى أن شركات إسرائيلية تلقت منذ 2021 قرابة 200
مليون يورو من هذا الصندوق.
وتسعى المفوضية من خلال هذا الإجراء غير المسبوق إلى توجيه رسالة سياسية
قوية لإسرائيل، إذ يمثل المقترح أول رد فعل عملي من الاتحاد تجاه سياسات تل أبيب
في غزة رغم عدم وجود ارتباط مباشر بين التمويل البحثي والأزمة الميدانية.
الانقسامات الداخلية في الاتحاد الأوروبي
أثار المقترح جدلا واسعا داخل التكتل حيث تعرقل بعض الدول، مثل ألمانيا
التوصل إلى توافق بشأنه داخل مجلس الاتحاد ما أجبر الملف على الانتقال إلى التصويت
بالأغلبية المؤهلة وسط تصاعد الضغوط على برلين لتعديل موقفها.
ووجهت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية تيريزا ريبيرا انتقادا علنيًا لرئيسة
المفوضية أورسولا فون دير لاين، واتهمتها بالتقاعس عن اتخاذ موقف واضح من الحرب في
غزة، رغم مناشداتها المتكررة منذ شهور.
وقالت ريبيرا إن صمت المفوضية حيال الجرائم المرتكبة في غزة لا يمكن
تبريره، محذّرة من أن التاريخ لن يغفر وشبهت معاناة الفلسطينيين بفظائع تاريخية
شهيرة ودعت إلى تحرك يعيد الاعتبار لقيم الاتحاد التأسيسية.