كتب: عبد الرحمن عطية
أطلقت الهند والولايات المتحدة، يوم الأربعاء، قمرا صناعيا مشتركا يحمل اسم "نيسار" (NISAR)، في خطوة وصفها العلماء بـ"التحول النوعي" في مجال رصد تغيرات الأرض الطبيعية والبشرية، حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس".
القمر الصناعي "نيسار"
ويهدف القمر الصناعي الجديد، الذي يوازي
حجمه حجم شاحنة صغيرة، إلى مراقبة التغيرات الطفيفة جدا في اليابسة والأنهار الجليدية،
وهو نتاج تعاون بين وكالة "ناسا" الأميركية والمنظمة الهندية لأبحاث الفضاء
(ISRO)، وقد تم إطلاقه من "مركز ساتيش داوان الفضائي"
في ولاية أندرا براديش الهندية، عبر صاروخ مخصص للأقمار المتزامنة مع الأرض.
ويحمل "نيسار" تكنولوجيا رادارية
فائقة التطور، قادرة على التقاط أدق التغيرات في سطح الأرض، حتى تلك التي لا تتجاوز
سنتيمترًا واحدًا، ما يتيح للعلماء رصد مؤشرات أولية لوقوع كوارث طبيعية مثل الزلازل،
وانزلاقات التربة، والبراكين، إضافة إلى رصد آثار الأنشطة البشرية مثل تهالك البنى
التحتية.
وقالت كارين سان جرمان، مديرة قسم علوم
الأرض في "ناسا"، إن القمر الصناعي الجديد "سيمكننا من فهم كيفية تغير
سطح كوكب الأرض بدقة غير مسبوقة"، مشيرة إلى أنه سيتيح تتبع ذوبان الأنهار الجليدية
والحرائق ومراقبة السدود والجسور، إلى جانب تطبيقات واسعة في الزراعة عبر تتبع نمو
المحاصيل ورطوبة التربة وصحة الغطاء النباتي.
مميزات القمر الصناعي "نيسار"
ويتميز "نيسار" بصحن هوائي ضخم
يبلغ قطره 12 مترًا، وسيقوم بتصوير المساحات البرية والجليدية لكوكب الأرض مرتين كل
12 يوما، من مدار يبلغ ارتفاعه 747 كيلومترا.
وتهتم الهند على وجه الخصوص باستخدام بيانات
"نيسار" لدراسة المناطق الساحلية، ومراقبة تغيّرات قاع البحر، وتحليل تطور
الشواطئ ودلتا الأنهار.
وقد لقيت عملية الإطلاق ترحيبا واسعا، حيث
أشاد بها كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي،
بينما وصف وزير العلوم والتكنولوجيا الهندي، جيتندرا سينغ، الحدث بأنه "نقطة تحوّل"
في مجال الفضاء والمراقبة البيئية.