تدخل موجة التصعيد بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي يومها الرابع على التوالي في ظل حصيلة ضخمة من الخسائر البشرية من الجانبين.

وأسفر الهجوم الذي شنته قوات حماس على مستوطنات غلاف غزة الى مقتل أكثر من 800 شخص وأسر العشرات، في حين وصل عدد القتلى الفلسطينيين جراء هجمات إسرائيل المضادة إلى 800 شخص.

ورغم الدعم الكبير الذي حظيت به حركة حماس خلال الساعات الاولى من الهجوم داخل العمق الإسرائيلي إلا أن هذا التأييد بدأ تدريجيا في التراجع في ظل الهجوم العنيف الذي يشنه الجيش الاسرائيلي ظد قطاع غزة ما تسبب في تهجير أكثر من 180 ألف غزي.

من ناحية أخرى فقد تسبب تهديد حماس بإعدام الأسرى المدنيين وتصوير عمليات الاعدام في تشويه صورة المقاومة الفلسطينية لدى المتلقي الغربي الذي بدأ في تشبيه حركة حماس بداعش ما سينعكس سلبا خلال الأشهر القادمة على الدعم الذي كانت تحظى به القضية الفلسطينية على المستوى الدولي.

بدوره فقد أعلن الاتحاد الأوروبي تعليق كافة مساعداته التنموية للفلسطينيين وإعادة تقييم جميع برامجه وتأجيل ميزانيات مشاريع هذا العام التي تبلغ زهاء مليار ونصف يورو ما سيساهم بشكل كبير في تراجع الموارد الفلسطينية الشحيحة.

نعم لقد نجحت حماس في اختراق اسرائيل وإبراز رواية الجيش الذي لا يقهر كأسطورة إلا أنها في الوقت ذاته منحت حكومة نتنياهو المتطرفة دعما دوليا لم تكن تحلم به الى جانب الضوء الأخضر الأمريكي لتدمير غزة بتعلة الردع ودفاع تل أبيب عن نفسها.

وعلى غير العادة لم تنجح الوساطات التقليدية التي تقودها مصر وقطر في احتواء الموقف فالقرار في اسرائيل على ما يبدو قد اتخذ وهو باستهداف البنية التحتية لحماس وقطاع غزة بشكل كامل حتى لو كان ثمن ذلك مقتل الأسرى الاسرائيليين لدى حماس.

كما لا يمكن أن لا نرى العلاقة بين تصريحات خامنئي بخصوص موقف طهران من التقارب السعودي الاسرائيلي وهجوم حماس على اسرائيل بعدها بأيام قليلة فعلى ما يبدو فقد تم اتخاذ قرار العملية العسكرية في طهران وتم التنفيذ في غزة.

ستكون الساعات القليلة القادمة محورية لتحديد ما ستؤول إليه الأوضاع لاسيما مع تكثيف القوى الدولية تحركاتها لحماية المدنيين مع الجانبين إلا أن أغلب المؤشرات تشير الى أن الغزيين العزل سيدفعون ثمن باهظا لهذه الحرب التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل.