قالت مقررة أممية إن الوضع الإنساني في قطاع غزة "كارثي" نظرًا لاتساع نطاق وعمق الدمار، بعد تدمير 90% من البنية التحتية في الشمال.
واعتبرت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، أن "تنظيف غزة وإعادة إعمارها سيستغرق عقودًا، فهناك 2.3 مليون شخص نجوا من الإبادة الجماعية ويجب مساعدتهم وإنقاذهم من الناحية النفسية أولًا، خاصة أن نصف السكان من الأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية كبيرة وفقدوا ذويهم، بالإضافة إلى آلاف الأطفال الذين تعرضوا للتشويه".
ومع بدء تقدم عدد من الأسر النازحة نحو الشمال خلال الأيام الماضية، أظهرت مقاطع فيديو وشهادات حجم الدمار الذي لحق بالمنازل والبنى التحتية.
وقبل الحرب، كان الجزء الشمالي من قطاع غزة يُعد المركز النابض للحياة في القطاع، نظرًا لتطور بنيته التحتية وتواجد أغلب المؤسسات الحكومية والخدماتية فيه.
ويتساءل الفلسطينيون في قطاع غزة عن مدى التزام المجتمع الدولي بدعمه لتجاوز آثار الحرب، حيث لم يتبقَ في القطاع ما يكفي من المدارس، والمستشفيات، والمنازل، وسط مخاوف من إمكانية استئناف إسرائيل الحرب على القطاع تحت ذرائع مختلفة.
ومع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، لا تبدو الظروف في القطاع مهيأة لاستقبال شهر العبادات، الذي يتميز برونق خاص في غزة، وسط مخاوف من إمكانية استئناف إسرائيل الحرب إذا لم تنجح المفاوضات بينها وبين الجانب الفلسطيني.
وقدَّر تحليل أجراه مركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة أن أكثر من 69% من جميع المباني في غزة قد تضررت جراء الحرب التي استمرت 15 شهرًا.
وبحسب وكالة الأونروا، فإن إعادة إعمار قطاع غزة وإعادة النازحين إلى منازلهم ستستغرق سنوات طويلة وبتكلفة باهظة. ووفقًا لتقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ" قبل أشهر، قد تتجاوز تكلفة إعادة إعمار غزة 80 مليار دولار، إلى جانب 700 مليون دولار لإزالة 42 مليون طن من الأنقاض التي خلفتها الحرب.