تتابع الفعاليات الفلسطينية في الداخل والخارج تطورات الملف الفلسطيني المعلق منذ سنوات في رفوف الأمم المتحدة التي ظلت لفترة طويلة تتعامل مع القضية الفلسطينية كقضية فرعية يمكن حلها في إطار توافق إقليمي مصغر.

ولعل صفقة القرن التي أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن بنودها في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بينجامين نتنياهو في البيت الأبيض خير دليل على التوجه العالمي الجديد لتسريع عملية السلام في فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط ككل.

جدير بالذكر هنا أن صفقة القرن لعرابها جاريد كوشنر كانت كاشفة انحياز واضح لدى الإدارة الأمريكية السابقة لصالح الدولة العبرية على حساب دولة فلسطين التي عبرت غير مرة استعدادها لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل شريطة التزام الأخيرة بالشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي.

وعلى الرغم من فشل محاولة الرئيس ترامب لدخول التاريخ كأول زعيم ينجح في حل الأزمة الأعقد في تاريخ الشرق الأوسط إلا أغلب التوقعات تشير الى أن موعد استئناف مفاوضات السلام التي ستفضي لاعتراف دولي بدولة فلسطين وفقا لحدود 67 قد اقترب لاسيما مع انخراط دول الخليج العربي في مسار سلام مع إسرائيل أحد أهم بنوده ضرورة مراعاة الحق الفلسطيني في دولة ذات سيادة.

وفي حين ترفض حركة حماس المنافس الأول لفتح كل دعوات التفاوض مع الجانب الإسرائيلي علنا وتصرح أن المقاومة المسلحة لتحرير أرض فلسطين التاريخية هي خيار استراتيجي لا رجعة فيه تشير تقارير استخباراتية أخرى أن حماس تسعى في حقيقة الأمر الى إحراج السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطيني المنفتحة على منطق المفاوضات والسلام.

ومن هذا المنطلق يرى عدد من المحللين السياسيين أن حماس مستعدة لقبول أي مقترح سيقدم لها من القوى الدولية شريطة أن تكون هي المتحكم الأول في دولة فلسطين الموعودة حيث يعد التمكن الهدف الأسمى لفرع الإخوان المسلمين في فلسطين "حماس" .

وفي ذات الاطار يقول وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب " يبدو أن هناك الآن توافقاً دولياً لوضع حدٍّ لصراع الشرق الأوسط، الفلسطيني – الإسرائيلي، وعلى أساس قيام الدولة الفلسطينية المنشودة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وهذا يعني أنه لا بد من بقاء محمود عباس (أبو مازن) في موقعه القيادي رئيساً لدولة فلسطين المنشودة وأنه يجب عدم ترك الأمور لا لحركة «حماس» الإخوانية ولا لهؤلاء الذين بادروا إلى القفز من القاطرة الفلسطينية ظناً منهم أنهم سيكونون بديلاً لكل ما هو قائم فلسطينياً وهذا بالطبع لا هو صحيح ولا ممكن وأنه مجرد «أحلام يقظة» في ليلة حالكة السواد."

ويرى المهتمون بالشأن الفلسطيني أن ضرورة اصطفاف مكونات الجسم السياسي الفلسطيني بمختلف أطيافهم وراء الرئيس أبو مازن الممثل الشرعي لشعب فلسطيني أضحى اليوم ضرورة قصوى لضمان جبهة فلسطينية موحدة قادرة على التفاوض من موقع قوة مع الجانب الإسرائيلي المقسم بين حزب نتنياهو وحزب بينيت ولابيد.

ويحظى الرئيس أبو مازن باحترام دولي واسع ومساندة عربية باعتباره يمثل القوى الأكثر اعتدالا داخل فلسطيني ما يجعل أي محاولات لتشويهه من بعض الأطراف السياسية الفلسطينية ضربا للصف الوطني الفلسطيني وللقضية الفلسطينية ككل .