كتب:
عمر دراز
دخلت
إيران معادلة حرب أوكرانيا متجاهلة أمريكا والدول الأوروبية بعدما أكدت تقارير
غربية إرسال طهران صواريخ باليستية إلى روسيا لاستخدامها في ضرب أوكرانيا.. فهل
سيكون مقابل ذلك القنبلة النووية التي لطالما حلمت إيران بامتلاكها.
ويرى
الخبراء أن إيران تسعى بإعانة روسيا في حربها ضد أوكرانيا إلى تحقيق تقدم في ملفها
النووي التي أكدت مرارا وتكرارا أنه للاستخدام السلمي وأنها لا تسعى لامتلاك
السلاح النووي وسط تخوفات من الغرب من نوايا طهران العسكرية.
قلق إسرائيلي أمريكي
وأثارت
الأنباء التي تحدثت عن مشاركة روسيا تقنيات وخبرات «سرية» مع إيران، تقربها من
حيازة أسلحة نووية، مقابل أن تلتزم طهران بتزويد موسكو بصواريخ باليستية مخاوف
وقلق الإسرائيليين والأمريكيين حيث يخشوف أن تكون القنبلة النووية مكافأة روسية
لإيران لوقوفها بجانبها في الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين.
وأفادت
صحيفة معاريف الإسرائيلية تعليقا عن الاتفاق النووي المزمع بين روسيا وإيران أنه
يمثل تهديدا خطيرا على أمن إسرائيل والمنطقة كلها تدخل به منعطفا صعبا للغاية من
الصراع في الشرق الأوسط.
معلومات وتقنيات سرية
وفي
تقرير لوكالة «بلومبرج» عن مسئولين غربيين مطلعين، أشاروا إلى أن روسيا زادت من
تعاونها العسكري والاستخباراتي مع إيران في الفترة الأخيرة، معربين عن قلقهم من أن
تساعد موسكو طهران لتحقيق طموحاتها وامتلال أسلحة نووية تشكل به تهديدا كبيرا
للحليف الكبير للغرب وأمريكا في الشرق الأوسط إسرائيل.
وتخشى
المصادر من أن تؤدي هذه التحركات العسكرية والاستراتيجية بين البلدين إلى تزويد
موسكو لطهران بمعلومات وتقنيات سرية تساعدها في الاقتراب من تصنيع القنبلة
النووية.
ولم
تخف أمريكا شكوكها ومخاوفها من هذا الاتفاق المزمع بين موسكو وطهران وأشارت تقارير
إعلامية إلى أن المسئولين الأمريكيين والبريطانيين ناقشوا هذا التطور في العلاقات في
واشنطن، على هامش اللقاء الذي تم بين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس
الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض.
وشدد
المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أن الإدارة الأمريكية لاتزال تشعر بقلق
كبير من أنشطة إيران النووية وأن هذا الاتفاق المزمع بينها وبين روسيا زاد من
شكوكها، مؤكدا في الوقت نفسه أن واشنطن لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي
وأنها مستعدة لاستخدام كافة الوسائل المتاحة لها لمنع تحقيق ذلك.
وأعلن
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن بلاده سوف تقوم بتوقيع عقوبات على إيران
لإرسالها صواريخ باليستية لروسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا بسبب تجاهلها للتحذيرات الغربية
في هذا الشأن.
موقف طهران
وفي
المقابل نفت إيران ـ التي أظهرت صور الأقمار الصناعية نشاطا نوويا جديدا بدأ في
موقعي "سنجريان" و"غلاب درة ـ إرسالها صواريخ باليسيتة إلى روسيا لاستخدامها
في حرب أوكرانيا.
وأكدت
طهران على لسان رئيس بعثتها في الأمم المتحدة، أن هذه التقارير لا أساس لها من
الصحة، مشيرة إلى أن موقفها بشأن حرب أوكرانيا، واضح وثابت ولن يتغير في ضرورة
الامتناع عن أي إجراء يؤدي إلى تصعيد الأعمال العدائية.
واعتبرت
طهران أن تقديم المساعدة العسكرية للأطراف المشاركة في الصراع، يؤدي إلى زيادة
الخسائر البشرية وتدمير البنية التحتية والابتعاد عن مفاوضات وقف إطلاق النار،
داعية أمريكا والغرب إلى وقف إمداد الأطراف المشاركة في الصراع بالأسلحة".
صمت روسي
ولم تعلق موسكو المنخرطة في الصراع مع أوكرانيا على التقاير التي تشير إلى تزويدها بصواريخ باليستية إيرانية لاستخدامها ضد كييف ولا على الاتفاق النووي المزمع مع طهران الذي أثار قلقا كبيرا لدى أمريكا والدول الغربية.