استعادت أسواق مدينة جنين خلال الأيام الأخيرة زوارها من عرب الداخل بعد إعادة فتح معبر جلمة باتجاه المدينة للمرة الأولى منذ السابع من أكتوبر.
وذكرت مصادر محلية أن أكثر من 6000 فلسطيني من عرب الداخل قد تبضعوا من أسواق جنين خلال اليوم الأول من اعادة فتح معبر الجلمة.
وشهدت جنين وباقي محافظات الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر ركودا اقتصاديا غير مسبوق بعد فرض الجيش الاسرائيلي إجراءات أمنية غير مسبوقة تسببت في شل الحركة التجارية بين المحافظات الى جانب الغاء تصاريح عمال الداخل وتعوضهم بالعمالة الهندية.
وبحسب الإحصائيات الفلسطينية الرسمية قبل اندلاع الحرب تعتمد أكثر من من 200 ألف عائلة فلسطينية في الضفة الغربية بشكل مباشر على فرص العمل المتوفرة داخل الخط الأخضر.
وكانت وزارة العمل الفلسطينية قد قالت أن سوق العمل الفلسطيني خسر خلال أشهر الحرب نحو 500 ألف فرصة عمل ما يعادل ثلث القوى العاملة.
ويتلقى العامل الفلسطيني داخل اسرائيل ضعف ما يتلقاه نظيره في الضفة وقطاع غزة بحسب آخر الإحصائيات قبل اندلاع الحرب مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف ظروف العمل والعوائق الكبيرة التي تواجه العمال للدخول الى إسرائيل.
وبحسب المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة فان حالة الشلل الاقتصادي التي تعيشها الضفة منذ اندلاع الحرب قد أثرت بشكل كبير ذلك على مستوى حياة المواطن الفلسطيني الذي لم يعد قادرا على توفير أساسيات الحياة الكريمة.
واعتبر سوالمة أن الارتفاع الكبير في نسب البطالة في الضفة بعد الحرب والارتفاع الكبير في الأسعار نتيجة صعوبة نقل السلع بين المحافظات قد ينذر بانفجار شعبي ما يستدعي تحركا أوسع من المجتمع الدولي لوقف دائرة الحرب في غزة ولجم سياسة العقاب الجماعي الاسرائيلية.
وتابع "الآمال معلقةعلى الضغط الدولي الذي تقوده القوى الاقليمية لمنع استمرار الحرب مدة أطول والدعوات لاحتواء الموقف ومنع انفجاره حتى يتسنى للفلسطينيين تحقيق الحد الأدنى من التعافي الاقتصادي بعد نهاية سنة كارثية ".