مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يسابق الفلسطينيون في محافظات الضفة الغربية والقدس الزمن استعدادا لاستقبال الشهر الذي يحمل طابعا خاصا في فلسطين وسط توقعات بأن يتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق للنار في قطاع غزة قبل بداية الشهر.

ويبدو واضحاً أن الأجواء التي تسبق رمضان لهذا العام ليست مثل السنوات السابقة، حيث يشهد قطاع غزة حربا طاحنة كانت لها انعكاسات واضحة على حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة على حد السواء.

ويخشى المواطنون الفلسطينيون في الضفة الغربية من أن تؤثر الازمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها الضفة بسبب الإجراءات الاسرائيلية الى جانب موجة ارتفاع الأسعار لمستويات قياسية على الاستعدادات لاستقبال الشهر المعظم.

وسجل الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني استمرار ارتفاع مؤشر الرقم القياسي لأسعار المواد الأساسية في مختلف أسواق محافظات الضفة الغربية خلال هذا الشهر.

وتمنع الحكومة الاسرائيلية منذ أحداث السابع من أكتوبر حوالي 200 ألف عامل فلسطيني من الوصول لأعمالهم داخل إسرائيل

وبحسب المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة فإن جزءا هاما من الفلسطينيين في القدس يراهنون على شهر رمضان لتعويض جزء من خسائرهم التي تقدر بآلاف الدولارات لاسيما في ظل وجود مؤشرات لإمكانية توقيع اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس.

ويضيف سوالمة أن حالة التفاؤل لدى المقدسيين لمناسبة اقتراب حلول شهر رمضان المعظم لا تنفي وجود مخاوف حقيقية من حدوث صدامات ومواجهات مع الشرطة الاسرائيلية ما قد يفاقم الوضع في المدينة ويعمق حدة الأزمة الاقتصادية للمقدسيين.

وتشهد أسوق القدس والضفة بشكل خاص خلال شهر رمضان اجواء مميزة حيث تعج الأسواق بالفلسطينيين من الضفة وعرب 48 الذين يزيد إقبالهم على شراء الحاجيات الأساسية خلال هذا الشهر.

وكانت الشرطة الاسرائيلية قد رفعت حالة التأهب في القدس الشرقية المحتلة ونشرت آلاف عناصر الشرطة مع اقتراب شهر رمضان.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية في وقت سابق، إن الجيش الإسرائيلي و«الشاباك»  أوصوا بالموافقة على دخول المصلين دون قيود خلال شهر رمضان رغم تحفظ الشرطة التي عدت إلى الحد من عدد الفلسطينيين الذين يمكنهم الوصول للحرم القدسي.

ومنذ اندلاع الحرب بين اسرائيل وحماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حدّت الشرطة الإسرائيلية  من أعداد المصلين المسجد الأقصى -خاصة يوم الجمعة- بالتوازي مع تصعيد الاقتحامات داخل الضفة .