تسود حالة من الترقب في صفوف الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة قبيل مسيرة الأعلام الإسرائيلية المرتقبة والتي تتزامن مع مرور أقل من أسبوع عن التصعيد العسكري بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وجيش الاحتلال الاسرائيلي.

وأنهت الوساطة المصرية بين حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل جولة من القصف المتبادل استمرت لخمسة أيام ما أسفر عن مقتل 33 فلسطينيا واصابة العشرات مقابل مقتل إسرائيلي واحد.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أحيت هذا العام للمرة الأولى في تاريخها ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني والذي يعد اختراقا ديبلوماسيا غير مسبوق للسلطة الفلسطينية.

وقال الرئيس الفلسطيني أبو مازن في كلمته" إن ذكرى النكبة ستظل حاضرة في وعي الشعب الفلسطيني ونبراساً وحافزاً لتحقيق الحرية والاستقلال" مؤكدا في الوقت ذاته أن "الحق الفلسطيني سينتصر في النهاية طال الوقت أم قصُر، ليسود السلام في منطقتنا والعالم".

ورغم الإصرار الإسرائيلي على إقامة مسيرة الأعلام والتهديد الفصائل في قطاع غزة يتوقع المحللون ألا تتسبب المسيرة هذا العام في توتر الأوضاع من جديد لاسيما في ظل الضغط الدولي لوقف الاشتباك بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

وبحسب المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة فان التوجه الشعبي في القدس لا يدعم في الوقت الحالي فتح جبهة جديدة للاشتباك مع قوات الاحتلال في المدينة لاسيما في ظل الشيطنة الممنهجة التي يعتمدها اليمين الإسرائيلي المتطرف ضد المقدسيين.

ويرى سوالمة أن اثار التوتر الذي شهدته القدس خلال شهر رمضان بعد تجدد الاشتباكات بين المصلين وقوات الاحتلال في الأقصى لازلت ماثلة حتى اليوم لاسيما في ظل تراجع الحجوزات السياحية بشكل كبير.

ويضيف أنه في ظل المتغيرات الإقليمية والعالمية يغدو التباين في اشكال النضال بين الضفة والقدس وقطاع غزة أمرا حتميا يدعونا الى تجنب الاسقاطات التقليدية وتقبل أن الثابت الوحيد في المعادلة هو حق الشعب الفلسطيني في العيش الكريم بحرية وكرامة وأن سبل تحقق ذلك تختلف حسب ما تفرضه ظروف الواقع المعاش.

وينظم اليمين الإسرائيلي المتطرف ما يعرف بمسيرة الأعلام سنويا للاحتفال بذكرى بسط الدولة العبرية سيادتها على القدس الشرقية في خطوة لا تحظى حتى اليوم باعتراف المجتمع الدولي.