كتب - محمود كمال

 

بينما كان العالم يترقب إطلاق أكبر صاروخ على الإطلاق، تحول الاهتمام إلى العلاقة المتشابكة بين دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق وإيلون ماسك الملياردير صاحب الرؤية الاستثنائية.

ومنذ صعود ترامب إلى سدة الحكم، بدا واضحا أنه يرى في ماسك شريكا مثاليا لخططه، حيث أم ماسك الذي يقود شركتي "تسلا" و"سبيس إكس"، وجد نفسه حاضرا في معظم مناسبات ترامب، وكأنه جزء من فريقه المقرب، حتى أنه ظهر في صور عائلية موسعة للرئيس، وكأن العلاقة بينهما تتجاوز السياسة إلى الشراكة الرمزية.

مشهد استثنائي وسط الصواريخ والقبعات

أثناء إطلاق مركبة "ستارشيب" في حدث مثير للدهشة، كان ترامب يرتدي قبعة حمراء كتب عليها "45 و47"، في إشارة إلى رئاسته السابقة وطموحه للعودة إلى البيت الأبيض، وقف متابعا إطلاق الصاروخ، وكأنما يريد أن ينسب جزءا من النجاح لنفسه، في ظل حضور الشاشات التي تربطه بالمشهد.

وكانت مركبة ماسك الفضائية تصنع التاريخ، حيث انطلقت "ستارشيب" من منصة الإطلاق، دارت حول العالم في دقائق، وهبطت برشاقة على سطح المحيط.

وكان ذلك استعراضا مذهلا لعبقرية ماسك، الذي قلب موازين صناعة الفضاء وأعاد للإنسانية الأمل في استكشاف القمر والمريخ.

ويدرك ترامب جيدا قيمة ماسك وتأثيره، حيث أن رؤيته لماسك ليست فقط كرجل أعمال ناجح، بل كحليف يستطيع بفضل مكانته أن يساعد في "تفجير البيروقراطية الفيدرالية" بنفس الحماس الذي يطلق به صواريخه.

ويرى ترامب في ماسك شخصا قادرا على تحقيق اختراقات كبيرة في الحكومة، خاصة في مجالات التكنولوجيا والطاقة والاستكشاف.

ويواجه  ماسك تحديات تنظيمية وقانونية في أعماله، وقد يجد في شراكته مع ترامب فرصة لتخفيف القيود وتحقيق مكاسب على مستوى الأعمال والتكنولوجيا.

علاقة ليست سياسية فقط

العلاقة بين الرجلين ليست فقط سياسية أو اقتصادية، بل تمتد لتؤثر على شعبية ترامب بين فئات معينة.

ويعتبر ماسك رمزًا للثقافة الشبابية الذكورية الحديثة، وشراكته مع ترامب ساعدت الأخير في استقطاب أصوات الناخبين الشباب، وهي شريحة غالبًا ما يصعب على الديمقراطيين جذبها.

وظهور ترامب في فعاليات ماسك، وإطلالاته مع شخصيات مؤثرة على المنصات الرقمية، ساعد في تقديم صورة أكثر ديناميكية للرئيس السابق، مما عزز حضوره بين الفئات العمرية الصغيرة.