خطف فوز المرشح الديمقراطي زهران ممداني برئاسة بلدية نيويورك الأضواء مساء الثلاثاء، إلا أن الأنظار سرعان ما اتجهت نحو زوجته راما دوجي، الفنانة السورية الأميركية، التي تحوّلت إلى محط اهتمام الجمهور والإعلام بعد ظهورها اللافت إلى جانبه خلال خطاب النصر.
وبينما كان ممداني يحتفل بفوزه على منافسيه، وجّه كلمات مؤثرة إلى زوجته قائلاً: "ولزوجتي الرائعة راما... لا يوجد أحد أود أن يكون بجانبي في هذه اللحظة وفي كل لحظة أكثر منها." وقد قوبلت عبارته بتصفيق حار من الحاضرين، في مشهدٍ عكس الدور البارز الذي لعبته راما في حياته الشخصية ومسيرته السياسية، وفق صحيفة نيويورك تايمز.
ويُعد ممداني، البالغ من العمر 34 عاماً والمعروف بمواقفه المعارضة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أول مرشح من أصول إفريقية وآسيوية يتولى رئاسة بلدية نيويورك بعد تفوقه على حاكم الولاية السابق أندرو كومو والجمهوري كورتيس سيلوا.
من هيوستن إلى نيويورك: رحلة فنية وإنسانية
وُلدت راما دوجي عام 1996 في مدينة هيوستن الأميركية لعائلة سورية الأصل، وانتقلت في طفولتها إلى دبي حيث نشأت هناك حتى سن التاسعة. درست فنون الاتصال في جامعة فيرجينيا كومنولث وتخرجت عام 2019، قبل أن تنتقل إلى نيويورك عام 2021 لمتابعة مسيرتها الفنية.
في العام نفسه، التقت بزهران ممداني، وتزوجا بعد ثلاث سنوات في حفل أُقيم بأوغندا – بلد ميلاد ممداني – في يوليو 2024، بعد إعلان خطوبتهما في فبراير من العام ذاته.
وفي عام 2024، حصلت راما على درجة الماجستير من مدرسة الفنون البصرية في نيويورك (SVA)، ما عزّز حضورها في المشهد الفني الأميركي.
فنانة تحمل الشرق الأوسط إلى لوحاتها
عرضت راما أعمالها في مجلات مرموقة مثل Vogue وNew York Magazine، وتتناول رسوماتها باللونين الأبيض والأسود قضايا إنسانية تمسّ غزة والسودان ولبنان، إضافة إلى مشاهد يومية من الحياة في الشرق الأوسط.
ويتابعها الآلاف عبر حسابها على "إنستغرام"، حيث تنشر أعمالها الفنية التي تمزج بين الحس الإنساني والهوية الثقافية، كما تلقى أسلوبها في الموضة اهتماماً واسعاً من الجمهور والإعلام.
بعيدة عن السياسة.. قريبة من الناس
رغم بروزها كوجه فني مؤثر، آثرت راما الابتعاد عن الأضواء السياسية خلال الحملة الانتخابية لزوجها، مكتفية بدعم رمزي ظهر في صورة نشرتها عبر خاصية القصص على "إنستغرام" وهي تحمل ملصق "لقد صوتت" صباح يوم الانتخابات.
وبينما ينظر كثيرون إليها اليوم بوصفها "السيدة الأولى لمدينة نيويورك"، يرى آخرون فيها نموذجاً لجيل جديد من الفنانات العربيات اللاتي يجمعن بين الإبداع والوعي الاجتماعي في واحدة من أكثر مدن العالم تنوعاً.




