كتب - محمود كمال


تستعد إندونيسيا هذا الأسبوع لإجراء أول مناورات بحرية مشتركة مع روسيا، في خطوة اعتبرها محللون تغييرا استراتيجيا مهما من جانب الرئيس الإندونيسي الجديد برابوو سوبيانتو، لتعزيز مكانة جاكرتا على الصعيد العالمي.

 

والتزمت إندونيسيا بسياسة خارجية محايدة خلال السنوات الأخيرة، ولم تنحز لأي طرف في النزاعات الكبرى، سواء في الحرب الروسية الأوكرانية أو بين القوى العظمى، كالصين والولايات المتحدة، إلا أن الرئيس برابوو أبدى رغبة في تعزيز الروابط مع موسكو رغم الضغوط الغربية.

 

ويأتي هذا التوجه كجزء من استراتيجية أوسع لتعميق العلاقات مع جميع الأطراف، وفقا للباحث بيتر باندي من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، بما يخدم مصالح إندونيسيا بعيدا عن الالتزامات الجيوسياسية التقليدية.

 

وتعد هذه المناورات خطوة غير مسبوقة لإندونيسيا، التي لم يسبق لها أن أجرت تدريبات بحرية ثنائية مع روسيا، رغم مشاركة إندونيسيا ضمن رابطة دول جنوب شرق آسيا في مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا عام 2021.


ركود إمدادات الأسلحة

 

ورغم بلوغ التبادل التجاري بين البلدين مليارات الدولارات، فشهدت إمدادات الأسلحة ركودا بسبب العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، إلا أن برابوو أبقى صفقة شراء طائرات مقاتلة روسية بقيمة 1.1 مليار دولار مطروحة للنقاش، في خطوة تتحدى العقوبات الأميركية.

 

وخلال زيارته لموسكو في يوليو الماضي، التقى برابوو بالرئيس الروسي بوتين وأعلن عن المناورات البحرية المشتركة، في إشارة إلى انفتاح إندونيسيا على توطيد العلاقات العسكرية.

 

ووصف برابوو روسيا بأنها صديقة مقربة، في إشارة لرغبته في تعزيز العلاقات بين البلدين وذلك بعد زيارات عدة قام بها إلى دول أخرى منها الصين وأستراليا، حيث وقع اتفاقية أمنية وأطلق عملية انضمام بلاده لمجموعة بريكس الاقتصادية.