مع تصاعد وتيرة الحرب في قطاع غزة وتكرار استفزازات المستوطنين في مستوطنات الضفة الغربية، يعيش المزارعون الفلسطينيون في الضفة الغربية حالة من التوتر الدائم، بالتزامن مع موسم قطف الزيتون.

وشهدت حقول الزيتون القريبة من عدد من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية اشتباكات بين مستوطنين مسلحين ومزارعين فلسطينيين، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

يمثل موسم قطف الزيتون مناسبة وطنية فلسطينية ذات أبعاد ثقافية واقتصادية، حيث يُعد "الذهب الأخضر" أحد أهم المنتجات الزراعية الفلسطينية التي توفر فرص عمل لآلاف المواطنين.

وفي هذا السياق، دعت شخصيات عشائرية بارزة إلى تجنب الانجرار خلف استفزازات المستوطنين التي تهدف إلى تأجيج الوضع وخلق بيئة مواجهة، وذلك ضمن نية مبيتة لتحويل الأراضي إلى مناطق عسكرية ثم الاستيلاء عليها.

كما شددت الدعوات على ضرورة إفشال مخططات المستوطنين الذين يسعون لافشال موسم قطف الزيتون وترك الجيش للتعامل معهم مع توثيق كل الاستفزازات، وتعزيز صمود الفلسطينيين على أرضهم من خلال البقاء فيها والاستمرار في العناية بأشجار الزيتون التي ورثوها منذ مئات السنين.

بدوره فقد دعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى ضرورة حماية المزارعين الفلسطينيين ، مؤكداً أن "موسم قطف الزيتون هو شريان حياة اقتصادي لعشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية في الضفة الغربية".

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه يعمل على تأمين المنطقة للسماح بإتمام الحصاد، مضيفًا أنه "تم التخطيط لموسم الحصاد وتنسيقه مع جميع الأطراف ذات الصلة، وتوفر قوات جيش الدفاع الإسرائيلي الأمن في المناطق المحددة".

وتُعدّ أشجار الزيتون رمزاً لتمسك الفلسطينيين بأرضهم وعاداتهم وتقاليدهم، فضلاً عن كونها تعبيراً عن وحدتهم كمجتمع؛ حيث تجتمع العائلات من مختلف الأعمار خلال موسم قطف الزيتون للعمل معاً على أنغام الدبكة الفلسطينية.