كتبت – هاجر هشام
شهد العالم الطبي حدثاً تاريخياً بفضل ولادة أول طفل باستخدام تقنية التخصيب "فرتيلو" المبتكرة، والتي تعتمد على تقنية خلايا دعم المبيض (OSC)، حيث يفتح هذا الإنجاز الذي تحقق في عيادة سانتا إيزابيل في ليما، بيرو، أمل جديد لكل من يعاني من العقم، ويمثل نقلة نوعية في مجال التخصيب الصناعي وإيجاد حل لمشاكل أمراض العقم عند الرجال والسيدات.
ولادة أول طفل باستخدام تقنية التخصيب "فرتيلو"
تأتي تقنية التخصيب الصناعي الجديدة فرتيلو التي قامت بتطويرها الدكتورة دينا رادنكوفيتش، لتحقيق أحلام الملايين من الأزواج الذين يعانون من العقم وتأخر الإنجاب، حيث تم ولادة أول طفل ولادة طبيعية باستخدام هذه التقنية التي تعتمد بشكل أساسي على نضوج البويضات خارج الجسم، وذلك باستخدام خلايا دعم المبيض، مما يقلل من الحاجة إلى التحفيز الهرموني المكثف الذي يرتبط بالطرق التقليدية للتخصيب الصناعي.
وأكدت الدكتورة دينا رادنكوفيتش، الرئيسة التنفيذية والشريك المؤسس لشركة "جاميتو"، التي طورت هذه التقنية، أن "فرتيلو" تقدم حلولاً أسرع وأكثر أماناً للعديد من الأسر، مع تقليل الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاج التقليدي، ونظراً لذلك، يعتبر هذا الإنجاز خطوة مهمة نحو تطبيق تقنية الخلايا الجذعية المحفزة (iPSC) في عمليات التخصيب الصناعي، مما يفتح الباب أمام تطورات تكنولوجية جديدة في هذا المجال.
وبالمقارنة مع الطرق التقليدية للتخصيب الصناعي، يتم تحفيز المبايض لإنتاج عدد كبير من البويضات، مما قد يؤدي إلى متلازمة فرط تحفيز المبايض (OHSS)، بينما تعتمد تقنية "فرتيلو" على نضوج عدد محدود من البويضات خارج الجسم، مما يقلل من خطر حدوث هذه المضاعفات.
وفي نفس السياق، أعربت والدة الطفل عن سعادتها الغامرة بهذه التجربة، مشيرة إلى أن تقنية "فيرتيلو" كانت الخيار الأمثل مقارنة بالطرق التقليدية لعلاج العقم، وقد أثبتت هذه الولادة نجاح هذه التقنية وفتح الباب أمام آلاف الأزواج الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب.
ما هي تقنية "فيرتيلو"؟
تعتمد تقنية "فيرتيلو" على توفير بيئة مثالية خارج رحم الأم لنمو الأجنة وتطورها، ويتم أخذ البويضات والحيوانات المنوية من الأبوين ويتم تخصيبها في المختبر، ثم يتم وضع الأجنة الناتجة في جهاز خاص يحاكي الظروف الطبيعية لرحم الأم، في حين تسمح هذه التقنية للأطباء بمراقبة نمو الأجنة عن كثب وتحديد الأجنة الصحية القابلة للزرع.
فوائد تقنية "فيرتيلو"
حظيت تقنية "فيرتيلو" باهتمام كبير من قبل العلماء والأطباء حول العالم، وتمت الموافقة عليها في العديد من البلدان، بما في ذلك أستراليا واليابان والأرجنتين وباراغواي والمكسيك وبيرو، كما تستعد الشركة المطورة للتقنية لإجراء تجارب المرحلة الثالثة في الولايات المتحدة، نظراً لفوائدها المتعددة والتي تشمل كالآتي:
زيادة فرص الحمل: تزيد تقنية "فيرتيلو" من فرص الحمل مقارنة بالطرق التقليدية.
اختيار الأجنة الصحية: تسمح التقنية باختيار الأجنة الصحية القابلة للزرع، مما يقلل من خطر الإجهاض والتشوهات الخلقية.
تجنب مضاعفات الحمل: تقلل التقنية من خطر حدوث مضاعفات الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم وسكري الحمل.
علاج أسباب العقم المختلفة: يمكن استخدام التقنية لعلاج العقم وأسباب تأخر الحمل المختلفة، سواء كانت لدى الرجل أو المرأة.