كتبت – هاجر هشام


يعتبر تأخر الحمل تحديا كبيرا يواجه العديد من الأزواج حول العالم، وهذا التحدي ليس مجرد تأخر في تحقيق حلم الأمومة والأبوة، بل قد يترك آثارا نفسية واجتماعية عميقة على الزوجين، ولحسن الحظ، فإن التقدم في مجال الطب التناسلي، والوعي المتزايد بأسباب تأخر الحمل، يوفران اليوم العديد من الخيارات العلاجية الناجحة، ونحن في هذا المقال، نتناول أسباب تأخر الحمل المختلفة، وطرق علاجه، وكيفية التعامل مع التحديات النفسية المصاحبة له.


أسباب تأخر الحمل المختلفة


هناك الكثير من الأسباب المختلفة وراء تأخر الحمل وعدم القدرة على الإنجاب، ولابد من معرفتها والبدء في علاجها على الفور، نظرا أنه يمكن يمكن أن يؤدي تأخير الحمل إلى تفاقم الوضع ويؤدي إلى عقم دائم، وتشمل أسباب تأخر الحمل ما يلي:




انسداد قناة فالوب


قناة فالوب هي الممرات بين المبيضين والرحم التي تحمل الحيوانات المنوية إلى البويضة، وإذا لم تعمل قناة فالوب بشكل صحيح أو إذا لم تتمكن الحيوانات المنوية والبويضة من الالتقاء بسبب تلفها، فلن تتمكن المرأة من الحمل، وعادة ما يحدث انسداد قناة فالوب بسبب عدوى أو بعض التدخلات الطبية في الرحم.


الانتباذ البطاني الرحمي


يحدث عندما تنمو الأنسجة الشبيهة ببطانة الرحم المهاجرة (الأنسجة التي تغطي الرحم) خارج الرحم، وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 50% من النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي يواجهن صعوبة في الحمل، والأعراض الأكثر شيوعاً للانتباذ البطاني الرحمي هي الدورة الشهرية المؤلمة وآلام الحوض.


المشاكل الطبية


على سبيل المثال، يمكن أن يسبب اختلال توازن الغدة الدرقية ومرض السكري العقم، وكذلك الاكتئاب وأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة، كذلك مشاكل في الرحم مثل الأورام الليفية، بطانة الرحم المهاجرة، أو تشوهات في الرحم


العقم المرتبط بالعمر


 يمكن أن تتأخر عملية الحمل عند النساء بعد سن 35 عاماً، وعند الرجال بعد سن 40 عاماً، فلنفترض بعض النساء أنه إذا كانت الدورة الشهرية لديهن منتظمة، فإن خصوبتهن مرتفعة، ولكن هذا غير صحيح، حيث لا يؤثر العمر على كمية البويضات فحسب، بل يؤثر أيضًا على جودتها، وإذا كان عمر الشريك أكبر من خمس سنوات، فقد يزداد خطر العقم بعد سن 35 عامًا.


تكيس المبايض


تعتبر متلازمة تكيس المبايض واحدة من أشهر الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الحمل عند النساء، وهي عبارة عن نمو أكياس دهنية على المبيض، وتتسبب في اختلال التوازن الهرموني وزيادة الهرمونات الذكرية التي تعطل الهرمونات المسؤولة عن الحمل.


انسداد عنق الرحم


كذلك من الحالات الاكثر شيوعا عند النساء والتي تتسبب في تأخر الإنجاب هو انسداد عنق الرحم، وبالتالي لم يتم إفراز المخاط الذي يساعد الحيوانات المنوية على اختراق الرحم.


علاج تأخر الحمل


يقدم أخصائيو العقم علاجات مختلفة لتأخر الحمل، وأحياناً يجمعون بين عدة علاجات، منها:


التدخل الجراحي


في الرجال، يمكن للجراحة إصلاح دوالي الخصية أو استعادة الحيوانات المنوية من الجهاز التناسلي الذكري؛ أما في النساء، يمكن للجراحة تصحيح المشاكل الجسدية في المبيضين أو الرحم، حيث يمكن علاج انسداد قناة فالوب أو إزالة الأورام، كذلك هناك العلاج الدوائي لتحفيز التبويض أو تنظيم الهرمونات.


التلقيح داخل الرحم


تُعرف هذه الطريقة أيضاً باسم التلقيح الاصطناعي ويجمع الرجل الحيوانات المنوية ويحقنها في رحم المرأة من خلال قسطرة أثناء الإباضة، ومن أشهر التقنيات الطبية الحديثة في هذا المجال هو الحقن المجهري وأطفال الأنابيب.