قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن تخلي الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن السلطة قد يكون "القرار الأذكى"، في ظل تصعيد متواصل من جانب واشنطن يشمل ضغوطًا عسكرية واقتصادية متزايدة على فنزويلا.

وأوضح ترمب، في تصريحات للصحافيين، أن الولايات المتحدة تدرس خيارات متعددة بشأن شحنات النفط التي صادرتها قبالة السواحل الفنزويلية خلال الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك الاحتفاظ بها أو بيعها، في إطار سياسة الضغط على حكومة مادورو.

وتزامنت هذه التصريحات مع تكثيف الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، حيث نفذت القوات الأميركية خلال الفترة الماضية أكثر من 24 غارة استهدفت سفنًا يُشتبه في تورطها بتهريب المخدرات في المحيط الهادئ والبحر الكاريبي قرب السواحل الفنزويلية، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى، وفق معطيات أولية.

وعند سؤاله عما إذا كان الهدف من هذه الإجراءات هو دفع مادورو إلى التنحي، قال ترمب إن القرار "متروك له"، مضيفًا: "أعتقد أنه سيكون من الذكاء أن يفعل ذلك… سنرى ما سيحدث".

وأضاف الرئيس الأميركي أن أي مواجهة مباشرة ستكون لها عواقب حاسمة، قائلاً إن مادورو "لن تتاح له فرصة أخرى" إذا اختار التصعيد.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة ميامي هيرالد عن مصادر مطلعة أن ترمب بعث، مطلع ديسمبر، برسالة مباشرة إلى مادورو خلال اتصال هاتفي، مفادها أن بإمكانه مغادرة البلاد مع أقرب المقربين منه مقابل ضمانات أمنية، والسماح ببدء ما وصفه بـ"استعادة الحكم الديمقراطي".

وأضافت المصادر أن مادورو طرح خلال الاتصال مقترحًا يقضي بتسليم السلطة السياسية للمعارضة مع الاحتفاظ بقيادة القوات المسلحة، وهو ما أدى إلى تعثر المحادثات ووصولها إلى طريق مسدود.

وكان ترمب قد أكد، في تصريحات سابقة لشبكة NBC News، أنه لا يستبعد خيار الحرب مع فنزويلا، خاصة بعد فرض حظر شامل على ناقلات النفط المتجهة من وإلى البلاد، في خطوة تهدف إلى تشديد الخناق على حكومة مادورو.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة قد تمضي قدمًا في مصادرة المزيد من ناقلات النفط، مؤكدًا أن هذا الخيار لا يزال مطروحًا ضمن أدوات الضغط المتاحة.

وفي تطور ميداني متصل، قال مسؤولون أميركيون إن خفر السواحل الأميركي يتعقب ناقلة نفط في المياه الدولية قرب فنزويلا، في إطار عمليات تستهدف ما تصفه واشنطن بـ"أسطول الظل" المستخدم للتحايل على العقوبات.

وأوضح أحد المسؤولين أن الناقلة ترفع علمًا مزيفًا وتخضع لأمر احتجاز قضائي، مشيرًا إلى أن اعتراضها قد يتم بوسائل مختلفة خلال الفترة المقبلة.