أعربت اليابان، الأربعاء، عن قلقها من التدريبات العسكرية الواسعة التي نفذتها الصين مؤخرًا في محيط تايوان، معتبرة أن هذه المناورات تسهم في تصعيد التوتر في منطقة حساسة تمس الأمن والاستقرار الإقليميين، وذلك في وقت أعلنت فيه تايبيه انسحاب السفن الصينية من المياه المحيطة بالجزيرة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية اليابانية، توشيهيرو كيتامورا، إن طوكيو نقلت مخاوفها رسميًا إلى الجانب الصيني، مشيرًا إلى أن التدريبات التي شملت إطلاق صواريخ ومناورات بحرية وجوية من شأنها زيادة حدة التوتر عبر مضيق تايوان.
وأضاف كيتامورا أن هذه التحركات العسكرية قد تدفع النزاع نحو مستويات أكثر خطورة، في ظل استمرار بكين في التأكيد على أن تايوان جزء من أراضيها، بحسب ما نقلته صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.
وأكد المسؤول الياباني أن موقف بلاده الثابت يقوم على ضرورة معالجة قضية تايوان عبر الحوار والوسائل السلمية، مشددًا على أن السلام والاستقرار في مضيق تايوان يشكلان مصلحة أساسية للمجتمع الدولي بأسره.
وجاء الموقف الياباني عقب تنفيذ الصين تدريبات عسكرية مكثفة بالذخيرة الحية يومي الاثنين والثلاثاء، تضمنت إطلاق صواريخ، ونشر مدمرات بحرية، وقاذفات، ووحدات جوية، في إطار ما وصفه الجيش الصيني باختبار الجاهزية القتالية.
من جانبها، أكدت بكين أن هذه المناورات تمثل “تحذيرًا جادًا” لما تصفه بالقوى الداعمة لاستقلال تايوان، إضافة إلى الأطراف الخارجية المتدخلة، معتبرة أن التدريبات إجراء مشروع يهدف إلى حماية السيادة الوطنية ووحدة الأراضي الصينية.
وفي تايوان، قالت وزارة الدفاع إن خمسًا من أصل سبع مناطق أعلنت الصين تخصيصها للتدريبات بالذخيرة الحية تداخلت مع المياه الإقليمية للجزيرة، المحددة على مسافة 12 ميلًا بحريًا من السواحل.
وأوضح الجيش الصيني أنه نشر، خلال التدريبات، مدمرات وقاذفات قنابل ووحدات أخرى للتدرب على الهجمات البحرية والدفاع الجوي وعمليات مكافحة الغواصات، بهدف اختبار قدرة القوات البحرية والجوية على التنسيق وتنفيذ عمليات احتواء وسيطرة متكاملة.
وأشارت قيادة المسرح الشرقي في الجيش الصيني إلى أن محاكاة حصار موانئ تايوانية رئيسية، من بينها ميناء كيلونج في الشمال وميناء كاوشيونج في الجنوب، شكّلت محورًا أساسيًا في هذه المناورات.
وتُعد هذه الجولة السادسة من التدريبات العسكرية الكبرى التي تنفذها الصين حول تايوان منذ عام 2022، في أعقاب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي للجزيرة، وهي زيارة أثارت حينها توترًا حادًا مع بكين.




