انطلق، مساء الأربعاء، العرض الرسمي لفيلم هيبتا – المناظرة الأخيرة في دور العرض المصرية، بعد إقامة عرض خاص داخل أحد المولات بمدينة 6 أكتوبر، بحضور أبطال العمل وعدد من الفنانين والنقاد من داخل الوسط الفني. وجاءت حفلات منتصف الليل كبداية لانطلاق العروض العامة للفيلم في مختلف المحافظات.
يشارك في الفيلم عدد من النجوم، أبرزهم منة شلبي، محمد ممدوح، كريم فهمي، جيهان الشماشرجي، سلمى أبو ضيف، كريم قاسم، مايان السيد، وحسن مالك. الفيلم من إخراج هادي الباجوري وتأليف محمد صادق، وسيناريو محمد جلال ومحمد صادق، بمشاركة نورهان أبو بكر.
عودة إلى الرومانسية ولكن برؤية جديدة
يأتي الجزء الثاني من هيبتا بعد تسع سنوات من الجزء الأول الذي حقق نجاحًا جماهيريًا واسعًا واستند إلى رواية الكاتب أحمد مراد. الجزء الجديد يقدم قصص حب مختلفة في بيئات وشخصيات جديدة، ويركز على تقلبات العلاقات الإنسانية في زمنٍ تغيّر فيه شكل المشاعر وطريقتها في التعبير.
وقالت الفنانة منة شلبي في تصريحات لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" إن الفيلم لا يكرر تجربة الجزء السابق، بل "يقدّم رؤية أكثر نضجًا وهدوءًا، تبحث في معنى الحب مع تغيّرنا نحن". وأوضحت أن الشخصية التي تؤديها – وتُدعى سارة – "تحمل صراعًا داخليًا بين رغبتها في الصدق مع نفسها وقدرتها على مواجهة الواقع"، مضيفة: "لا يوجد حبيب مثالي في الحقيقة، بل من يمنحنا شعورًا بالأمان، وهذا يكفي جدًا".
وأشارت شلبي إلى أن ما جذبها في السيناريو هو "المساحات الصامتة" التي تنقل المشاعر بصدق دون حاجة إلى الحوار، معتبرة أن المخرج هادي الباجوري تعامل مع الكاميرا كعين متأملة لا كأداة عرض فقط. وأكدت أن العمل يمثل لها تجربة إنسانية جديدة أكثر من كونه خطوة مهنية.
الفيلم، بحسب تصريحات صناعه، لا يقدم الحب كحلمٍ ورديّ، بل كرحلةٍ مليئة بالتناقضات والاختبارات النفسية، محاولاً تفكيك الرومانسية التقليدية وتقديمها في ضوء واقع اجتماعي متبدّل.
من الرومانسية إلى قراءة العلاقات
بالتوازي مع عرض الفيلم، تفتح قصة هيبتا 2 بابًا جديدًا للنقاش حول طبيعة العلاقات العاطفية في زمن السرعة الرقمية والاتصال الافتراضي. وتوضح الدكتورة سلمى البيروتي، المختصة بالإرشاد النفسي والزواجي، أن "العلاقات الحديثة أصبحت أكثر هشاشة بسبب تغيّر منظومة القيم والتوقعات الشخصية". وتضيف أن "الاندفاع في الحب يرتبط بهرمونات مؤقتة، لكنّ استمرارية العلاقة تحتاج نضجًا ووعيًا بالذات والآخر".
السينما كمرآة لتحوّلات الحب
تبدو عودة هيبتا بعد قرابة عقد، أكثر من مجرد استكمالٍ لنجاحٍ فني، بل هي انعكاس لتحوّل الوعي العاطفي في العالم العربي. فبين جيلٍ يبحث عن "الحب المثالي" وجيلٍ آخر يراه تجربة إنسانية متغيرة، يحاول الفيلم الإمساك بتلك المنطقة الرمادية التي تجمع الشغف بالخذلان، والبحث عن الذات داخل الآخر.
إنها ليست عودة إلى الرومانسية، بل إلى السؤال عن معناها في زمنٍ تغيّر فيه كل شيء: اللغة، والمشاعر، وحتى تعريفنا لأنفسنا.