كتبت.. آلاء محمدي
أطلقت منصة tabii الرقمية
التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون التركية TRT مسلسل القبعة السوداء التلفزيوني الفريد
من نوعه، يتمحور بالكامل حول دبابة عسكرية، ولم يقتصر المسلسل على كونه مجرد عمل
درامي، بل تحول إلى ظاهرة على وسائل التواصل الاجتماعي وحظي بإشادات جماهيرية
ونقدية واسعة، وسط مطالبات ملحة بإنتاج موسم ثاني، وهو ما يعكس النجاح الباهر الذي
حققته هذه الفكرة الجريئة وغير المألوفة في عالم الإنتاج التلفزيوني.
قصة مسلسل القبعة السوداء
يأخذنا مسلسل القبعة السوداء في رحلة مثيرة إلى قلب "عملية سنجاق الشجاع"، وتدور أحداث العمل حول طاقم دبابات تركي مكون من أربعة رجال، يكلفون بمهمة خاصة في عمق الأراضي المعادية، وأثناء عودتهم من المهمة، ينفجر الجسر الوحيد الذي يربطهم بالقوات الصديقة، ليجدوا أنفسهم محاصرين في وضع حرج داخل أراضٍ معادية، معزولين تمامًا عن الدعم.
وتتصاعد حدة التوتر والدراما عندما
يقترح الرقيب أول محمد تدمير الدبابة والانسحاب جواً لإنقاذ الأرواح، لكن هذا
الاقتراح يواجه رفضًا قاطعًا من قبل الرقيب الفني فولكان، وهو الذي يكون في أولى
مهامه الميدانية ويرفض التخلي عن دبابته التي يعتبرها جزءًا من كيانه.
وتبدأ رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يجد
الأبطال الأربعة أنفسهم مضطرين للعودة إلى القوات الخاصة بالمحاربين، متحدين كل
الظروف الصعبة التي تواجههم، ويعانون من نقص حاد في الذخيرة والوقود، ويفتقرون إلى
أي دعم جوي أو بري، مما يجعل مهمتهم شبه مستحيلة، ويجسد المسلسل صراع البقاء،
والإرادة الصلبة، والروابط العميقة التي تتشكل بين الجنود في أشد الأوقات صعوبة.
ابطال مسلسل القبعة السوداء
يضم مسلسل القبعة السوداء مجموعة
لامعة من أبرز النجوم الأتراك الذين أضفوا على العمل أبعادًا تمثيلية عميقة وجذابة،
وفي مقدمة هؤلاء النجوم يأتي إيلهان شين، دوغوكان بولات، أوزجي جوريل، وأركان سيفر.
ويشاركهم الأداء مجموعة أخرى من
الممثلين الموهوبين، منهم سيف نزام يلماز، أجيليا دفرم يلهان، سايغين سويصال، ييغيت
يالكين، عثمان ألبيرق، وكايا أقايا، وهذا المزيج من الوجوه الفنية البارزة ساهم في
تقديم أداء تمثيلي متقن أضاف الكثير من المصداقية والجاذبية لشخصيات المسلسل
وأحداثه.
الجزء الثاني من مسلسل القبعة
السوداء
يتجلى سر نجاح الجزء الأول من مسلسل القبعة
السوداء ليس فقط في قصته المبتكرة، بل في مستوى الإنتاج الضخم الذي فاق التوقعات، والمسلسل
من تأليف بارش أردوغان، وإخراج ياغيز ألب أكايدين، وتم تصويره في منطقة إصلاحية
بولاية غازي عنتاب التركية، ولذلك يعود بجزئه الثاني على الشاشات.
وشهد العمل العديد من مشاهد الأكشن
التي تم تصميمها وتنفيذها باحترافية عالية، مستخدمًا معدات عسكرية حقيقية تابعة
للجيش التركي، ولقد تم الاستعانة بـ 40 دبابة من طرازM60T، بالإضافة إلى طائرتي هليكوبتر من طراز ATAK، وطائرة واحدة من طراز Sikorsky، وعدد كبير من العربات
المدرعة من نوع "كيربي"، وناقلات الجند هذا الاستخدام المكثف للمعدات العسكرية الحقيقية
أضاف بعدًا واقعيًا للمشاهد القتالية، مما جعلها تبدو وكأنها مأخوذة من قلب ساحة
المعركة.
ولضمان أعلى مستويات الدقة والواقعية،
لم يكتفي فريق العمل بالاستعانة بالمعدات الحقيقية فحسب، بل خضع الممثلون
المشاركون في العمل لتدريبات خاصة ومكثفة على استخدام الأسلحة، وتطبيق التكتيكات
الميدانية، والتنسيق داخل الدبابات، وهذه التدريبات المتخصصة ساهمت بشكل كبير في
تجسيد المشاهد القتالية بواقعية غير مسبوقة، مما أثرى التجربة البصرية للمشاهدين
وقدم لهم عملًا دراميًا يرقى إلى مستوى الإنتاجات السينمائية العالمية.









