كتبت.. آلاء محمدي
أطلت الفنانة
السعودية ابتسام لطفي صاحبة الصوت الذي عبر الأثير ليصل
إلى وجدان كل عربي، بعد سنوات طويلة من الصمت تجاوزت ربع قرن، وهذه الإطلالة تأتي
والنجمة المخضرمة قد تجاوزت الخامسة والثمانين من عمرها المديد، لتعيد إلى الأذهان
مسيرة فنية حافلة بدأت من مدينة الطائف الهادئة.
من هي الفنانة السعودية ابتسام لطفي؟
اسم الفنانة
السعودية ابتسام لطفي الحقيقي هو خيرية قربان عبدالهادي وهي المولودة عام 1951، ولم
تكن مجرد مطربة بل كانت علامة فارقة في تاريخ الأغنية السعودية، وفقدان بصرها في
بواكير حياتها لم يكن عائقاً أمام تدفق موهبتها، بل كان محفزاً لصقل حسها الموسيقي
العميق، ترتيلها للقرآن الكريم منح صوتها نبرة روحانية مميزة، سرعان ما جعلتها
أيقونة بين الأصوات النسائية في المنطقة.
كانت ابتسام في أواخر الستينيات من أوائل الأصوات النسائية التي صدحت عبر أثير الإذاعة السعودية، حيث قدمت رائعتها "عبير" بكلمات الشاعر أحمد قنديل وألحان المبدع عمر كدرس، وسرعان ما تبعتها بأغنية "نام القمر بدري"، لتؤكد للجميع أنها ليست مجرد صوت عابر، بل مشروع فني متكامل يحمل بصمة فريدة.
ورحلتها الفنية قادتها إلى جدة، حيث
التقت بعملاق الموسيقى طلال مداح، الذي أطلق عليها اسمها الفني الخالد
"ابتسام لطفي"، متمنياً لها ابتسامة القدر، ورغم أن تعاونهما أسفر عن
أغنية واحدة فقط هي "فات الأوان" بكلمات لطفي زيني، إلا أن هذه التجربة
القصيرة حملت في طياتها احتراماً وتقديراً متبادلاً بين قمتين فنيتين.
سر عودة ابتسام لطفي للساحة الفنية من جديد
اختارت ابتسام في عام 1988 أن تبتعد عن الأضواء بعد رحيل والدتها، التي كانت سندها ورفيقة
دربها، لتدخل في صمت استمر لخمسة وعشرين عامًا. لكن المفاجأة جاءت في عام 2013،
عندما أنشأت حساباً على "تويتر" بمساندة أحد أفراد أسرتها، لتفاجأ بفيض
من رسائل الشوق والذكريات التي أحيتها في قلوب جمهورها.
وتبع ذلك ظهور خاص في حوار تلفزيوني على قناة "روتانا خليجية" وأمسية إذاعية عبر "صوت الخليج" لكن
حضورها ظل خافتاً، وكأنها جاءت لتطمئن محبيها بأن صوتها وروحها ما زالا حاضرين، ثم
انسحبت بهدوء تاركة وراءها إرثاً فنياً لا ينسى وشوقاً متجدداً لعودة تليق بقيمتها
ومكانتها.









