خصنا المعارض التونسي الشهير جلال بريك بحوار
حصري لشبكة اخبار الشرق تباحثنا فيه أبرز محطات حياة السياسي المغاربي الأكثر
اثارة للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي إضافة الى مشروعه السياسي المستقبلي وتقييمه
للوضع الحالي في تونس ما بعد الثورة.
جلال
بريك كيف تعرف نفسك للجمهور العربي وانت تقريبا السياسي الأكثر شهرة لدى الشباب المغاربي؟
انا معارض تونسي مخضرم عارضت الدولة التونسية منذ
عهد الحبيب بورقيبة وبن علي وصولا لما يسمى اليوم زورا وبهتانا الثورة العربية و
الربيع العربي.
 شاركت في
الحركة التلمذية في نهاية السبعينيات ضد نظام الحبيب بورقيبة ثم في الجامعة أين احترفت
السياسة والعمل التنظيمي كنا نصارع دولة بورقيبة وصنيعته الحركة الإسلامية وقتها -حركة
النهضة اليوم-.
كوميديا الاستقلال أو مقلب الاستقلال الذي وقعته
تونس سنة 1956 مكن بورقيبة من تأسيس دولة فاشلة هيكليا ليتحول تدريجيا في نهاية
حقبته الى بوكاسا الثاني.
على هذا كنا كشباب تونسي رافض للوضع القائم نعارض
الدولة وكيانها قبل معارضتنا للقائمين عليه على اعتبار أن الدولة التونسية الحديثة
مبنية على قرار أجنبي أي مصالح اجنبية.
تم اعتقالي لاحقا مع شكري بلعيد وثلة من الرفاق
ومن ثم تم منعي من حقي في الشغل والتنقل واجباري لاحقا على مغادرة البلاد حيث قيل
لي من مصدر رفيع في الجهاز الأمني التونسي انني مخير بين مغادرة البلاد او الموت)الذوبان(.
ماهي طموحات جلال على المستوى السياسي او الشخصي الفترة القادمة؟
لدي طموحات استراتيجية يمكن تلخصيها في شعار واحد
ألا وهو "توحيد امة الامازيغ". اريد إعادة بناء الامة الامازيغية من
جديد بمناول اقتصادي مختلف وبسياسات خارجية تقطع مع الارتهان للشرق والغرب.
أيدينا مفتوح للجميع بمن في ذلك المملكة العربية
السعودية والامارات لكن وفق شروط واضحة تحترم سيادة أمة الامازيغ
من
تقصد بالأمازيغ؟ وماذا عن حلم الوحدة العربية؟
لست من دعاة الوحدة على أسس دينية أو عرقية،
الامازيغ هم كل سكان شمال افريقيا من واحات سيوة وصولا الى موريتانيا بيضا وسودا
ومن مختلف الأصول والأديان.
بالنسبة للوحدة العربية لم تكن سوى وهما لهذا
فشلت تجربة جمال عبد الناصر فشلا ذريعا.
عند اقتراحك من أحد أعضاء الفريق الصحفي كأول سياسي يجري معه موقعنا حوار صحفي عارض البعض الفكرة تخوفا من ردة فعل رواد التواصل الاجتماعي، ما سر العداء الذي يبديه البعض لفكر جلال واطروحته؟
العدو الأول للإنسان هو الجهل فالعامي لا يفقه ما
أقول ويخاف من أن يفقهه لذلك أقول دائما في مقاطعي المنشورة على النت ان سياسات ما
تسمى بدولة الاستقلال انتجت لنا جزء كبير من الشعب يشتغل ليأكل لا ليبدع او ليخلق
او يحقق انسانيته.
 مع الأسف
لم نغادر حتى الان المرحلة الإنسانية الاولى لهذا أقول اللهم اغفر لقومي فانهم لا
يعلمون.
المنظومة القائمة كذلك تعاديني فأهل الحل والعقد -أقصد
-من لهم مصلحة في خراب البلاد وازدهارها يعلمون يقينا ان جلال بريك يمثل خطرا
محدقا على مصالحهم وقصورهم هم ينتجون من نفس الطبقة الضحية و الجلاد.
البعض
يتهمك بالترويج لنظرية المؤامرة وتجييش الفئات الفقيرة في تونس على الأغنياء. كيف
ترد على هذا ؟
رئيس البلاد والقائد الأعلى لقواتها المسلحة زين
العابدين بن علي غادر من الثكنة الجوية تحت اشراف الجيش والى الان لا أحد قادر على
تفسير ما حصل. أليست هذه هي المؤامرة بعينها؟
الجيش التونسي كان مطالبا بحماية البلاد وصرحت
قيادته أنها ستحمي ما تسمى بالثورة لكنها تركت هذا الشعب لقمة سائغة للإخوان
المسلمين. النهضة المدعومة وقتها من الدوحة وأنقرة سيطرت على المساجد ونجحت في
تقسيم الشعب.
كان لي دور تاريخي في صد الهجمة الاخوانية على
تونس لو لم يكن جلال بريك موجدا لسافر أكثر من 50 بالمائة من شباب تونس الى داعش.
مع الأسف هذه المنظومة نجحت طيلة سنوات في تطويع
المواطن التونسي ليتحول الامازيغي من "انسان حر" الى رعية يشتغل ليأكل
لا لكي يبدع و يحقق نفسه ....لم نفارق المرحلة الإنسانية التي كان فيه الانسان
يصطاد ليعيش.
ماهو مشروع جلال بريك الذي يقدمه للتونسيين وما هي اهم
بنوده؟
اريد 10 سنوات من الحكم
المطلق بأهداف وضمانات واضحة المعالم... اتباع النهج التقليدي للتغيير سيتطلب
عشرات السنوات اريد ان انهض ببلدي قبل ان ندخل مرحلة الحروب المناخية وحروب
الموارد.
تونس لم تعد خضراء بل تصحرت
نحن في حاجة لإصلاح زراعي عاجل على الدولة استرجاع خيراتها الاستراتيجية في اقرب
وقت ممكن من غير المعقول ان تتم تجزئة خيرات الامة على افرد عاجزين على استغلالها.
سأحرر المبادرة الفردية واطورها كل القروض
الفلاحية ستكون مدعومة من الدولة وبصفر فوائد شريطة ان تقوم لجنة من الخبراء
بمتابعة حسن استغلال الأراضي الزراعية.
كذلك سأراجع العلاقات الاستراتيجية للدول
التونسية مع الشرق والغرب. سنمد أيدينا لمن يريد شراكة حقيقية مع تونس لكن منطق
الاستقواء مرفوض في دولة قائدها جلال بريك.
في
خصوص العلاقات الاستراتيجية كيف يرى جلال الملف الفلسطيني والدور التونسي فيه؟
اريد ان أسال شعبي هل اختيارنا للقضية الفلسطينية
كقضية مركزية أدى الى الخراب ام الى الانتصار؟
معادات الغرب بسبب فلسطين هو عداء أحمق الغرب لا
يثق بنا وكل شراكتنا معه هي شراكة غير حقيقية ان واصلنا الترويج لفكرة مركزية
الملف الفلسطيني لدينا.
الغرب لا يمنح التكنولوجيا لشركاء لا يثق في نواياهم.
رئيس الجمهورية الحالي نفسه
أدرك ذلك وتراجع الان اذ لم يعد يروج لفكرة أن التطبيع خيانة عظمى، بل عوضها بأن
عدم الاعتراف بالقضية الفلسطينية هي خيانة عظمى.
في ذات الإطار كيف يرى جلال بريك إمكانية التعايش بين
الأقليات التونسية والجالية اليهودية في ظل الشحن الذي يتم في كل موجة تصعيد بين
فصائل المقاومة والجيش الإسرائيلي؟
أولا لا يوجد جالية يهودية
في تونس يوجد تونسيون ديانتهم يهودية وهم تونسيون قبل الاف السنوات ولا دخل لهم
فيما يحصل من تقاتل خارج حدود الوطن.
الدولة التونسية بقوانينها
الحالية هي دولة عنصرية حيث يمنع غير المسلمين من الحق في الترشح لمنصب الرئاسة
ومصطلح الجالية اليهودية في تونس ابتدعه بورقيبة لتقسيم التونسيين.
لا يوجد اشكال في التعايش
مع اليهود او غيرهم ولا فرق بين التونسيين بمختلف اديانهم والوانهم، الاشكال
الحقيقي هل من مصلحتنا تحرير فلسطين من البحر الى النهر وهل هذا ممكن؟
الإمارات والبحرين والأردن ومصر
والمغرب كل هذه الدول اعترفت بإسرائيل وانا أحسدهم على ذلك اما نحن فثيابنا رثة وامنا هاوية ونصيح في الشارع "بالروح
بالدم نفديك فلسطين".
نعود الى الواقع المعاش في تونس، كيف يرى جلال بريك معارضة
عبير موسى لحزب حركة النهضة؟ هل موسى هي الحصان الأسود القادر على تخليص تونس من
ازماتها السياسية المتتالية ام هي مجرد فقاعة هواء؟
عبير موسي هي امتداد لذات
الإرث الدستوري هي مجرد وجبة سريعة الاكل ساندويش امريكي لا أكثر ستختفي
بمجرد ان يتوقف الداعمون الدوليون عن اغداق الأموال عليها 
حزب الدستور لا يملك برنامج
ولا هيكلة حزب، بل مجموعة من المطبلين و المطبلات يقومون بالترويج لبرنامج قديم
بال رث.
عبير هي جزء من المشكل.
المطروح على المثقف والسياسي الوطني هو تحديد جبهة الأعداء والأصدقاء حزب الدستور
لم يكن تاريخيا في جبهة الأصدقاء يوما. 
جلال
ان لم تكن سياسيا لكنت ...؟
طباخا !!
الطبخ فيه خلق وبهجة العطاء على عكس السياسية التي تجبرني على التعامل مع الانهزام
والانكسار وخيبة الامل.
السياسي الوطني لا ينتظر
مقابلا من السياسية، انا شخصيا حياتي مهددة ولا عمل لي حاليا لمجرد أنى قررت خدمة
هذا الشعب المنكوب.
مصلحة الامة هي الابقى
والشرف وعزة النفس ونظافة اليد والضمير هي التي ستدخلنا عالم الخلد.
جلال بريك ماهي رسالتك لمتابعيك في تونس؟
لا تفقدوا الامل .... تنظموا
دفاعا عن تونس .... فلابد لليل ان يجلي .... انا يحدوني نفس الامل منذ أربعين سنة
ونفس الثقة في النفس و الشعب وستعود تونس جوهرة المتوسط وجزءا لا يتجزأ من الكيان
الامازيغي المغاربي .
هل من رسالة أخيرة للقارئ العربي؟
نحن لا نعادي أي امة أيدينا
ممدودة للجميع للشرق والغرب شريطة احترام السيادة الوطنية التونسية والهوية
التونسية.
لا أكن أي عداء أيديولوجي لأي جهة لكن في المقابل لا أقبل ان تنتهك السيادة الوطنية او تعامل تونس دون حجمها الحقيقي.
 
             
                                         
                                         
                                         
                                         
                                         
                                         
                                         
                                         
                                         
                                        








