قالت مصادر فلسطينية في محافظة جنين إنّ التواجد العسكري للجيش الإسرائيلي في محيط المحافظة قد انخفض بشكل طفيف خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أسابيع من الإجراءات الأمنية المشددة.

وكثفت القوات الإسرائيلية تواجدها في محيط جنين، فضلاً عن القيام باقتحامات يومية، وذلك عقب اندلاع اشتباك بين مسلحين فلسطينيين وقوات من الجيش الإسرائيلي قبل أسبوعين.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر اشتباكات تخللها صوت إطلاق نار قرب حاجز "دوثان" بجانب بلدة يعبد جنوب غرب جنين.

وشهدت محافظة جنين وباقي محافظات الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر ركودًا اقتصاديًا كبيرًا بعد فرض الجيش الإسرائيلي إجراءات أمنية غير مسبوقة تسببت في شل الحركة التجارية بين المحافظات، إلى جانب إلغاء تصاريح عمال الداخل واستبدالهم بعمالة هندية.

وبحسب مصادر مقربة من السلطة الفلسطينية، فإنّ هناك تطلعات لدى المواطنين في جنين بأن يُسهم الهدوء الأمني الأخير في انسحاب القوات الإسرائيلية من مداخل المدينة.

وتتسبب سياسة الإغلاق الإسرائيلية في تعطيل حياة الطلاب الفلسطينيين في الضفة الغربية نظرًا لصعوبة التنقل إلى مؤسساتهم التعليمية بسبب فرض المزيد من الحواجز العسكرية مع كل اشتباك مع المسلحين.

وتشهد الطرق المؤدية إلى العديد من الجامعات الفلسطينية في الضفة أوضاعًا أمنية متأزمة وصعوبات كبيرة يواجهها الطلاب والأطر الجامعية بشكل يومي، مما يؤثر على سير العملية التعليمية. ورغم أن بعض الجامعات تتيح خيار التعليم عن بُعد لتجاوز هذه الصعوبات، إلا أن العديد من التخصصات، خاصة العلمية منها، تستلزم حضور الطالب لضمان جودة التعليم.

وظلت الضفة الغربية محورًا للصراع في تاريخ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، إلا أنه منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، بدأت تشهد مرحلة جديدة من الاشتباكات بعد اعتماد الجيش الإسرائيلي المسيرات والقصف المباشر إلى جانب الاقتحامات البرية.

وتسببت العمليات العسكرية الواسعة للجيش الإسرائيلي، خاصة في مخيمات نور شمس، جنين، وطولكرم، في دمار غير مسبوق لشبكات المياه والصرف الصحي، إضافة إلى تضرر المباني والمحلات التجارية.

وقدرت الخسائر المادية في المخيمات جراء الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة هذا العام بملايين الدولارات، نتيجة تجريف الأراضي وهدم البنى التحتية الأساسية.