بينما تزداد حدة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع، والتي ستدخل خلال أيام عامها الثاني، تشير دراسات مسحية إلى تراجع التأييد الشعبي لحركة حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ورغم الدعم الذي حظيت به حركة حماس خلال الساعات الأولى من الإعلان عن عملية "طوفان الأقصى"، التي استهدفت العمق الإسرائيلي، إلا أن هذا التأييد تراجع تدريجيًا نتيجة انعكاسات الهجوم العنيف الذي شنه الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة، بحسب أحدث الدراسات البحثية.
استطلاع للرأي العام الفلسطيني، أشرف عليه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، أظهر تراجعًا ملحوظًا في نسبة تأييد هجوم السابع من أكتوبر، وفي التوقعات بفوز حماس، إلى جانب انخفاض معتدل في نسبة التأييد لحماس في الضفة الغربية، وبشكل خاص في قطاع غزة.
كما أظهرت النتائج التي نُشرت في 17 سبتمبر انخفاضًا في تفضيل استمرار سيطرة حماس على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وارتفاعًا في تفضيل عودة السلطة الفلسطينية.
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، حسن سوالمة، أن حماس نجحت من خلال "طوفان الأقصى" في تسجيل نقاط ضد إسرائيل، إلا أنها على المستوى الاستراتيجي لم تكن مستعدة لتحمل عواقب الرد الإسرائيلي، الذي استغل هجوم حماس للترويج لروايته القائمة على غياب شريك حقيقي للسلام من الجانب الفلسطيني، وتبرير العمليات العسكرية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، بالإضافة إلى عمليات الضم والاستيطان.
ويضيف سوالمة أن غياب استراتيجية اتصالية واضحة لحماس مع سكان غزة تسبب في تفاقم أزمة الثقة بين الطرفين، حيث تراجع بشكل كبير ظهور قيادات حماس خلال الأسابيع الماضية، التي كانت الأصعب منذ اندلاع الحرب.
ومنذ السابع من أكتوبر، دخل قطاع غزة في حرب مدمرة تسببت في مقتل أكثر من أربعين ألف فلسطيني، وإصابة عشرات الآلاف، فضلًا عن تدمير البنية التحتية للقطاع بنسبة تجاوزت 80%.
في المقابل، لم تسلم الضفة الغربية من انعكاسات "طوفان الأقصى"، حيث تضاعفت الاقتحامات الإسرائيلية للمحافظات الفلسطينية، وتم السماح باستخدام سلاح الجو لضرب الفصائل المسلحة في مخيمات الضفة.
ومنذ السابع من أكتوبر، قُتل على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين ما لا يقل عن 699 مواطنًا فلسطينيًا في الضفة الغربية، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
على الجانب الآخر يرى سوالمة أن طوفان الأقصى ساهم بشكل غير مباشر في تثبيت حكم نتنياهو الذي كان على حد وصفه أشبه بجثة سياسية قبل الطوفان نتيجة قضايا الفساد التي تلاحقه ورفض الإسرائيليين محاولاته المس من المحكمة الدستورية.
ويرى سوالمة أن المحصلة الحالية لطوفان الأقصى لم تخدم الشعب الفلسطيني الذي كان يحلم بالحصول على حقه في العيش الكريم في دولته المستقلة ليتحول الآن سقف مطالبه إلى وقف الحرب في غزة والسماح بدخول المساعدات.







