كتبت – هاجر هشام
يحتفل العالم في 29 سبتمبر من كل عام باليوم العالمي للقلب، وهو مناسبة سنوية تهدف إلى رفع الوعي بأهمية صحة القلب، وتشجيع الناس على اتخاذ خطوات عملية للحفاظ على قلوبهم، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، لا تزال أمراض القلب والأوعية الدموية هي القاتل الأول في العالم، حيث تمثل ما يقرب من نصف الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية.
اليوم العالمي للقلب
تحت شعار ”استخدم قلبك للعمل“ وبالتزامن مع اليوم العالمي للقلب الذي يُحتفل به في 29 سبتمبر من كل عام، يعمل الاتحاد العالمي للقلب على دعم وتوعية الناس بأهمية العناية بصحة القلب وتمكين مختلف الجهات المعنية، وتشجيع صانعي القرار على أخذ أمراض القلب والأوعية الدموية على محمل الجد، وأطلق حملة لتشجيع البلدان على وضع ودعم خطط عمل إقليمية لصحة القلب.
وفي هذا السياق، دعا الاتحاد إلى وضع إطار عالمي للعمل من أجل التنفيذ الفعال للآليات والأهداف، مشيراً إلى أن معظم البلدان لا تعطي الأولوية لهذه المسألة، ولا تملك سياسات وطنية للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية ومكافحتها، أو إذا كانت تملك سياسات وطنية فهي غير كافية.
وأكد أن أمراض القلب والأوعية الدموية ما هي إلا عبارة عن مجموعة من الاضطرابات والأمراض التي تؤثر على هذه الأعضاء وعملها الطبيعي وهي السبب الرئيسي لوفاة 20.5 مليون شخص سنويًا، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد.
ووفقاً لطبيب القلب الدكتور أحمد ابو عبدالله فإن أكثر أمراض القلب والأوعية الدموية شيوعاً في المغرب هي أمراض القلب الإقفارية، تليها الاضطرابات القلبية الوعائية الدماغية واعتلال عضلة القلب واضطراب نظم القلب وأمراض الصمامات وأمراض القلب الخلقية.
أسباب الإصابة بأمراض القلب
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 38% من الوفيات في المغرب ناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، بحسب ما صرح به بوعبد الله لوكالة المغرب العربي للأنباء، والسبب الرئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية هو:
ارتفاع ضغط الدم الذي سيؤدي إلى وفاة 11.3 مليون شخص في العالم في عام 2022.
يليه التلوث بنسبة (8.4 مليون).
ثم سوء التغذية (8 مليون).
بعدها التدخين من أهم أسباب الإصابة بأمراض القلب بحوالي (7.6 مليون).
ثم مرض السكري بحوالي 5.4 مليون.
كذلك ارتفاع الكوليسترول في الدم 3.8 مليون.
كما أن مرض السمنة 3.7 مليون.
هذا فضلا عن استهلاك الكحول 1.88 مليون، ونمط الحياة الخامل وعدم الحركة 1.68 مليون.
العلاقة بين المصافحة وصحة القلب
وفي سياق آخر، وبمناسبة اليوم العالمي للقلب، فإن هناك ارتباط قوي بين مصافحة اليد وصحة القلب، حيث تسير صحة القلب وصحة العضلات جنباً إلى جنب، والعضلات المتناسقة ضرورية لتحسين ضغط الدم والتمثيل الغذائي واللياقة القلبية التنفسية، وهو أمر أساسي للحفاظ على وزن صحي، والمصافحة القوية ليست مجرد لفتة اجتماعية، بل هي انعكاس لقوة العضلات وصحة القلب بشكل عام، وكما جاء في تقرير موقع onlymyhealth، واحتفالاً باليوم العالمي للقلب، قمنا باستكشاف العلاقة بين المصافحة القوية وصحة القلب.
يمكن أن تشير برودة اليدين، بما في ذلك معدل ضربات القلب وضغط الدم، إلى ضعف الدورة الدموية ومشاكل في الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يتحكم في القلب، ويشير الشعور بالبلل أو البرودة عند مصافحة اليدين إلى خلل في الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يتحكم في القلب.
البرودة المستمرة، على الرغم من أنها ليست عادةً علامة واضحة على مرض القلب، إلا أنها قد تشير إلى وجود مشاكل كامنة في الجهاز القلبي الوعائي، وإذا استمرت هذه الأعراض، يجب عليك زيارة الطبيب لاستبعاد وجود مرض خطير.
يمكن أن تسبب أمراض القلب أيضاً رعشة اليدين، ويمكن أن تتسبب حالات مثل فشل القلب واضطراب نظم القلب في ظهور أعراض مثل تسارع ضربات القلب، مما قد يؤدي إلى رعشة اليد.
يمكن أن تسبب بعض الأدوية المستخدمة لعلاج أمراض القلب رعشة اليد كأثر جانبي، وإذا كنت تعاني من رعشة اليد وكنت قلقاً بشأن حالة قلبك، فيجب عليك الحصول على استشارة.
يمكن أن تشير المصافحة القوية إلى قوة العضلات وصحة القلب بشكل عام، كما أن المصافحة الواثقة والدافئة تنقل شعوراً بالراحة الداخلية وتحسن المزاج ويمكن أن تقوي الروابط الاجتماعية.
لا تضمن المصافحة اليومية وحدها صحة جيدة، لكنها يمكن أن تكون عملاً صغيراً يعزز الرفاهية العامة والتفاعلات الإيجابية، مما يعطيك سبباً للتفاؤل بشأن صحتك.
علاج أمراض القلب
وتحدث الدكتور أحمد أبو عبدالله تطور الرعاية الصحية لأمراض القلب والأوعية الدموية في المغرب، مشيراً إلى أن العديد من العيادات تقدم أحدث التقنيات في علاج جلطات الدم الشريانية في القلب والدماغ، واستبدال الصمامات بالقسطرة، وعلاج اضطرابات ضربات القلب، وزرع أجهزة لمنع الموت المفاجئ.
وشدد بوعبد الله على أن جهود مراقبة ومكافحة أمراض القلب والأوعية الدموية يجب أن تركز على الوقاية أولاً، وأكد على ضرورة تقييم جميع عوامل الخطورة لوضع استراتيجيات فعالة واعتماد برامج وطنية لمكافحتها.
وقد ثبت أن التوقف عن التدخين، وتقليل تناول الملح والسكر، والإكثار من تناول الفاكهة والخضروات، وممارسة النشاط البدني بانتظام، وتجنب تناول الكحوليات من شأنها أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
كما يدعو التقرير إلى وضع برامج فعالة لتشخيص وعلاج ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول في الدم؛ وتحسين جودة الهواء والحد من التلوث؛ وتشجيع إنتاج الأدوية الجنيسة لتقليل تكلفة العلاج؛ وإنشاء مراكز متخصصة يمكنها التعامل مع هذه الأمراض بسرعة وفعالية.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن زيادة الوعي بصحة القلب والأوعية الدموية، وتسريع الوقاية من هذه الأمراض والكشف عنها، وضمان استمرارية الرعاية والحد من المضاعفات على مختلف المستويات، لا يقتصر على الصحة العامة فحسب، بل أيضًا على مكافحة الأمراض غير المعدية والتغطية الصحية الشاملة. وهذا أمر بالغ الأهمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بشأن
وترى منظمة الصحة العالمية أيضًا أن اليوم العالمي للقلب هو دعوة للعمل حتى يتسنى للجميع اتخاذ الإجراءات اللازمة ومعالجة عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتحسين النتائج.









