أعلنت السلطات الأوكرانية، فجر الجمعة، انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن الضفة الشرقية للعاصمة كييف، إثر ضربات روسية مكثفة استهدفت منشآت الطاقة في مناطق عدة من البلاد، وأسفرت في مدينة زابوريجيا عن مقتل طفل يبلغ من العمر سبع سنوات.

وقال رئيس بلدية كييف عبر تطبيق "تليغرام" إن "الضفة اليسرى أصبحت بلا كهرباء، وهناك مشاكل أيضاً في شبكة المياه"، مشيرًا إلى أن فرق الطوارئ تعمل على إصلاح الأضرار التي لحقت بمحطات التوزيع.

انفجارات وهجمات بطائرات مسيّرة

وبحسب وكالة فرانس برس، دوّت انفجارات عديدة في العاصمة ليل الخميس – الجمعة، تزامنًا مع تحليق طائرات مسيّرة هجومية في سماء المدينة، فيما أعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية أن منشآت حيوية في البلاد تتعرض لهجوم روسي "ضخم ومنسّق".

وجاء في بيان الوزارة عبر "فيسبوك": "الروس يشنّون الآن ضربات مكثفة على البنية التحتية للطاقة الأوكرانية، ما أدى إلى انقطاع واسع للكهرباء في عدد من المناطق".

وفي زابوريجيا جنوب شرقي البلاد، قال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية إيفان فيدوروف إن طفلاً في السابعة من عمره توفي في المستشفى متأثرًا بجروحه بعد قصف ليلي استهدف حيًا سكنيًا، مضيفًا أن الهجوم ألحق أضرارًا بمنازل مدنيين وبمرافق حيوية.

اتهامات متبادلة وتصعيد في القصف

من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالسعي إلى "زرع الفوضى وممارسة ضغوط نفسية على السكان" عبر تكثيف الضربات ضد منشآت الطاقة والسكك الحديد. وأوضح في تصريحات صحفية أن "هذه الهجمات تضع ضغطًا كبيرًا على شبكة الغاز الوطني، وقد تدفعنا إلى زيادة الواردات في الأشهر المقبلة."

وأشار زيلينسكي إلى أن القصف الروسي خلال الشتاء الماضي أدى إلى تراجع إنتاج الغاز المحلي إلى النصف، مؤكداً أن بلاده تستعد لسيناريوهات قاسية مع اقتراب فصل البرد.

أزمة إنسانية متجددة

ويأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من هدوء نسبي في محيط كييف، بينما تحذر منظمات الإغاثة من أن استهداف البنية التحتية للطاقة قد يتسبب في موجة نزوح جديدة خلال الشتاء، خصوصًا في المناطق التي تشهد انقطاعًا طويلًا للكهرباء والتدفئة.