دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عامها الثاني، في ظل تعثر واضح لجهود الوساطة الرامية إلى وقف القتال ولو بشكل جزئي، وسط تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحركة حماس حول المسؤولية عن فشل المفاوضات.

وتتهم إسرائيل قيادة حماس بـ"عدم الواقعية" ورفع سقف التوقعات، في وقت تعاني فيه الحركة من تراجع في نسبة التأييد الداخلي إلى جانب الخسائر الكبيرة على المستوى الميداني. في المقابل، ترى حماس أن الحكومة الإسرائيلية غير معنية بإبرام أي صفقة، معتبرة أن تل أبيب تستفيد من إطالة أمد الحرب، ومؤكدة في الوقت ذاته أنها لن تطلق سراح الأسرى إلا في إطار اتفاق شامل ينهي الحرب ويضمن إعادة إعمار القطاع.

وبحسب المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة، فإن استهداف الطيران الإسرائيلي مؤخراً لقيادة من حماس خلال اجتماع كان مخصصاً لبحث مقترح أميركي للتهدئة "جاء ليؤكد أن الجيش الإسرائيلي ماضٍ في خطته لاحتلال مدينة غزة، رغم المساعي الدولية لاحتواء الموقف وخفض التصعيد". 

ويرى سوالمة أن مجال المناورة أمام حماس يضيق يوماً بعد يوم في ظل الواقع الإنساني الصعب في القطاع، وإصرار إسرائيل على إنهاء حكم الحركة.

ويضيف سوالمة أن الحركة "أصبحت مطالبة بمراجعة أدواتها وخطابها السياسي، خاصة في ظل التحولات الإقليمية وتغيّر أولويات الحلفاء التقليديين"، موضحاً أن "الانخراط في اتفاق سياسي لا يعني نهاية المقاومة، بل قد يشكّل نقطة انطلاق لإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني وضمان حضور فاعل في أي تسوية مقبلة".

وبينما تستمر العمليات العسكرية في غزة، يتصاعد الضغط الشعبي للمطالبة بخطوات عملية تُنهي الحرب وتوفّر الحد الأدنى من مقوّمات الحياة الكريمة لمليوني نسمة محاصرين بين الجوع والموت والمعاناة اليومية.

من جانبه، صرّح رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، في مؤتمر صحفي عُقد بعد ساعات قليلة من الهجوم الإسرائيلي الأخير، أن بلاده "لا ترى أي جدوى من استمرار المحادثات". وأضاف: "لم تدخر قطر جهداً وستبذل كل ما في وسعها لوقف الحرب في غزة، لكن بالنسبة للمحادثات الحالية لا أعتقد أن هناك جدوى بعد ما شهدناه من هجوم اليوم (الثلاثاء)".

وكان وسطاء قطريون قد أجروا محادثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين حول مقترح الهدنة الأميركي حتى وقت متأخر من ليلة الإثنين، وكانوا يتوقعون رداً من حركة حماس مساء الثلاثاء، بحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن" عن دبلوماسي مطّلع على سير المفاوضات.