شهدت محادثات جنيف بين الولايات المتحدة وأوكرانيا تحولاً مفصلياً بعد نجاح الطرفين في صياغة مسودة مُحدَّثة لاتفاق سلام، رغم التوتر الذي سبق الاجتماعات. وأفاد مسؤولون أوكرانيون بأن النسخة الجديدة، التي تتألف من 19 بنداً، تعكس تقارباً أوضح بين واشنطن وكييف بشأن ملامح التسوية، مع الإبقاء على الملفات الشائكة لقرار الرئيسين دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي.
وقال النائب الأول لوزير الخارجية الأوكرانية سيرجي كيسليتسيا إن القضايا الأكثر حساسية فُصلت عن بقية البنود وأُبقيت للحسم السياسي، مشيراً إلى أن ذلك جاء بعد إشارات روسية اعتبرت أن "الخطة الأميركية" لإنهاء الحرب "تبدو مقبولة".
وأوضح كيسليتسيا، الذي شارك في المفاوضات، أن المحادثات كانت "مكثفة وعصبية" لكنها أسفرت عن نسخة محسّنة بالكامل مقارنة بالمسودة السابقة التي ضمت 28 بنداً، مؤكداً أن الوفدين شعرا بأن التقدم الذي تحقق "كان أكبر من المتوقع".
وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن الساعات الأولى من اللقاء كادت أن تُفشل الحوار قبل انطلاقه، بعد وصول الوفد الأميركي وسط حالة من "الإحباط" بسبب التسريبات الإعلامية التي أظهرت المسودة الأولى وكأنها تنحاز إلى المطالب الروسية. وقال كيسليتسيا إن الأمر استلزم نحو ساعتين من النقاش بين أندري يرماك والسيناتور روبيو لتهدئة الأجواء وإعادة المحادثات إلى مسارها الطبيعي.
كما شدد المسؤول الأوكراني على أن الوفد غير مخوَّل باتخاذ أي قرار يمسّ الأراضي الأوكرانية أو التنازل عنها، موضحاً أن الدستور يحصر هذا النوع من القرارات باستفتاء شعبي. وأضاف أن المقترحات الأوكرانية لقيت تجاوباً أميركياً واسعاً، إذ تم الأخذ بمعظم الملاحظات التي طُرحت خلال الجلسات.




