محمد السيد
عادت بحيرة طبريا، الواقعة في شمال فلسطين إلى واجهة الجدل مجددا، بعد تصاعد الحديث في الأيام الأخيرة حول تراجع حاد في منسوب مياهها، ما أثار تساؤلات وجودية وتفسيرات دينية ربطت الظاهرة بعلامات الساعة الكبرى.
ورغم هذه المخاوف تشير البيانات الرسمية إلى أن منسوب المياه الحالي يبلغ نحو 211.3 مترا تحت سطح البحر، وهو أعلى من "الخط الأسود" الذي يمثل الحد الأدنى الآمن عند 214.4 مترا تحت سطح البحر، ولم يصل بعد إلى مستوى الخطر الحرج.
بل إن الوضع الحالي أفضل مقارنة بما شهدته البحيرة في عام 2001، حين انخفض منسوبها إلى 214.87 مترا.
ويؤكد مختصون أن التراجع الحالي، رغم كونه مقلقا، لا يدعو إلى الهلع، فالبحيرة سبق أن مرت بأزمات مشابهة وتمكنت من التعافي بفضل تحسّن المناخ وتدخلات بشرية مدروسة.
ويعزى الانخفاض الأخير في منسوب المياه إلى عدة عوامل طبيعية وبشرية، أبرزها تكرار مواسم الجفاف، والاستخدام المكثف لمياه البحيرة كمصدر رئيسي، إلى جانب ارتفاع نسب التبخر نتيجة موجات الحر المتكررة.
ورغم هذه التحديات يرى الخبراء أن هناك فرصة حقيقية لتجنب سيناريو الجفاف الكامل، عبر تعديل سياسات استهلاك المياه، وتوسيع مشاريع تحلية المياه، وربط البحيرة بشبكات مائية بديلة.
في سياق متصل، كشفت دراسة لطبوغرافيا قاع البحيرة، أجرتها بلدية اتحاد مدن طبريا عن ظاهرة خطرة تعرف باسم "الدرج" وهي حافة مغمورة تنخفض فجأة من عمق 1.5 متر إلى نحو 5 أمتار، ما يمثل خطرا كبيرا على السباحين غير المحترفين، خاصة مع استمرار انخفاض منسوب المياه.
وقد تم تعديل مواقع العوامات البحرية بناءا على التغيرات الأخيرة، بينما نبهت السلطات إلى أن الشاطئ لا يصنف كمكان سباحة رسمي ولا يضم فرق إنقاذ أو خدمات طبية.
من الناحية الجغرافية، تقع بحيرة طبريا إلى الغرب من هضبة الجولان السورية، وتعد من أدنى المسطحات المائية على سطح الأرض.
تمتد على مساحة تتقدر بـ64 ميل مربع بطول 13 ميل من الشمال إلى الجنوب، وعرض 7 أميال من الشرق إلى الغرب، ويصل عمقها الأقصى إلى نحو 157 قدم.