كتبت – هاجر هشام
الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، أحد أبرز علماء الحديث والدعوة السلفية، انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الأربعاء 14 محرم 1447هـ الموافق 9 يوليو 2025م، عن عمر ناهز 92 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا علميًا ودعويًا عظيمًا، حيث أثار خبر وفاته حزنًا عميقًا في الأوساط الدينية والعلمية بالمملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي، حيث كان رمزًا للدفاع عن السنة النبوية والمنهج السلفي،وفي هذا التقرير نستعرض سبب وفاة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، وتفاصيل حياته، وأبرز إسهاماته، مع التركيز على موعد جنازته وردود الفعل على رحيله.
سبب وفاة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
كشفت مصادر مقربة من أسرة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي أن وفاته جاءت بعد معاناة طويلة مع المرض، حيث عانى الشيخ خلال السنوات الأخيرة من تدهور صحي بسبب تقدمه في العمر، مما استدعى دخوله المستشفى عدة مرات لتلقي العلاج.
وفي الأيام الأخيرة، تدهورت حالته بشكل كبير حتى وافته المنية مساء الأربعاء. لم يتم الكشف عن تفاصيل دقيقة حول المرض، لكن المقربون أكدوا أن الشيخ ظل محتفظًا بروحه العالية وإيمانه القوي حتى آخر لحظاته.
سيرة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
وُلد الشيخ ربيع بن هادي المدخلي عام 1933م في قرية الجرادية بمحافظة صامطة في منطقة جازان، جنوب المملكة العربية السعودية، ونشأ يتيمًا بعد وفاة والده وهو في سن مبكرة، فتولت والدته تربيته في بيئة متدينة، وبدأ رحلته العلمية في سن صغيرة، حيث درس القرآن والتوحيد على يد علماء محليين.
ثم التحق بالمعهد العلمي في صامطة، ومن بعده كلية الشريعة بالرياض، ثم الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، في حين حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة الملك عبد العزيز، وكان من أبرز أساتذة الحديث بالجامعة الإسلامية، حيث ترأس قسم السنة بالدراسات العليا.
إسهامات الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
عُرف الشيخ ربيع بن هادي المدخلي بمواقفه الحازمة في الدفاع عن العقيدة السلفية ومحاربة البدع والأفكار المنحرفة، وألف العديد من الكتب التي أصبحت مراجع أساسية في علم الحديث والعقيدة، منها:
منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله.
منهج أهل السنة في نقد الرجال والكتب والطوائف.
كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها.
تميز أسلوبه بالوضوح والاعتماد على الأدلة الشرعية، مما جعله مرجعًا لطلاب العلم حول العالم، كما كان له دور كبير في تدريس آلاف الطلاب وتوجيههم نحو المنهج السلفي.
موعد جنازة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
أعلن نجل الشيخ، عمر بن ربيع المدخلي، عبر منصة إكس، أن صلاة الجنازة على الشيخ ربيع بن هادي المدخلي أُقيمت فجر الخميس 15 محرم 1447هـ في المسجد النبوي الشريف، وتم دفنه في مقبرة البقيع، تنفيذًا لوصيته التي عبر فيها عن رغبته في أن يُدفن بجوار الصحابة رضوان الله عليهم، وشهدت الجنازة حضورًا كبيرًا من العلماء وطلاب العلم ومحبي الشيخ، مما يعكس مكانته العظيمة.
ردود فعل على وفاة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
أعربت العديد من الجهات الرسمية والشخصيات الدينية عن حزنها لوفاة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، ونعته رئاسة شؤون الحرمين الشريفين بكلمات مؤثرة، مشيدة بدوره في خدمة السنة.
كما قدم وزراء ومسؤولون من دول عربية، مثل عماد الطرابلسي وصدام حفتر، تعازيهم، واصفين الشيخ بـ"جبل السنة" و"سيف الحق"، وعلى منصات التواصل الاجتماعي، عبر الآلاف عن حزنهم، واصفين رحيله بـ"خسارة كبيرة للأمة الإسلامية"، وداعين له بالرحمة والمغفرة.
