كتبت: هدى عبدالرازق - خاص بمصر

تزامنًا مع اقتراب شهر رمضان الكريم، يحرص الكثير من المسلمين على تبييت نية صيام شهر رمضان باعتبارها أحد أركان الصوم، وفقًا لرأي الجمهور، مستدلين على ذلك بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له".

نية صيام شهر رمضان

وتعد نية صيام شهر رمضان، أمر يسير لا يحتاج إلى عناء، فيمكن تحقيق النية الواجبة بمجرد العزم على الصوم في أي جزء من أجزاء الليل ـ ما بين غروب الشمس وحتى طلوع الفجر ـ كما أن السحور والأكل والشرب للتقوى على الصوم وما شابه ذلك، يكفي في النية، وقال الإمام ابن تيمية: ومن خطر بقلبه أنه صائم غدًا فقد نوى، بينما قال ابن قدامة في المغني: "فَمَتَى خَطَرَ بِقَلْبِهِ فِي اللَّيْلِ أَنَّ غَدًا مِنْ رَمَضَانَ، وَأَنَّهُ صَائِمٌ فِيهِ، فَقَدْ نَوَى".

هل يستلزم النية يوميا لصيام شهر رمضان

وبالنسبة للحنفية والشافعية وفي قول معتمد عند الحنابلة لا بد من نية مستقلة لكل يوم صيام؛ لكون صوم كل يوم يعتبر عبادة مستقلة ولابد له من نية، في حين يرى المالكية أن ما يجب تتابعه من الصيام كصيام رمضان تكفيه نية واحدة في أوله لجميعه، لأنه عبادة واحدة، فتكفيه نية واحدة كالصلاة والحج.

أركان الصوم

وتؤكد دار الإفتاء المصرية على ضرورة عزم نية الصيام في أول ليلة من ليالي شهر رمضان الكريم، فهي أهم ركن من أركان الصوم، ويشترط إيقاعها ليلًا قبل الفجر عند الجمهور، لكنها تصح عند الحنفية في الصوم المعين قبل الزوال، ومجرد التسحر من أجل الصوم يُعَدُّ نيَّة مجزئة؛ لأن السحور في نفسه إنما جُعِل للصوم، بشرط عدم رفض نية الصيام بعد التسحر، ويكون لكل يوم من رمضان نِيَّة مُسْتَقِلَّة تسبقه، وأجاز الإمام مالك صوم الشهر كله بنيَّة واحدة في أوله، أما إذا كان الصوم غير واجب فيجوز تأخير النية لما بعد الفجر، لمن لم يأت بمُفَطِّرٍ وأراد أن يكمل اليوم صائمًا تطوعًا فله ذلك، كما أن من بين أركان الصوم "الإمساك عن المفطرات" التي يبطل بها الصوم، وهذا الركن لا بد منه في الصوم مطلقًا سواء كان واجبًا أو تطوعًا.

دعاء نية صيام شهر رمضان

ويقال في دعاء نية صيام شهر رمضان: "اللهم إني نويت أن أصوم رمضان كاملًا لوجهك الكريم إيمانًا واحتسابًا، اللهم تقبله مني واجعل ذنبي مغفورًا وصومي مقبولًا".