قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن نحو 50 ألف مصلٍ أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، على الرغم من التعزيزات الأمنية المكثفة التي فرضتها الشرطة الإسرائيلية في محيط البلدة القديمة وبوابات المسجد، تزامنًا مع حلول الأعياد اليهودية.

وبحسب الدائرة، توافد آلاف المصلين منذ ساعات الصباح الباكر من مختلف أحياء القدس وضواحيها، مؤكدين تمسكهم بأداء الشعائر الدينية في رحاب المسجد رغم الإجراءات الأمنية المشددة.

وأوضح ممثل عن الأوقاف أن الأجواء داخل المسجد الأقصى بقيت مستقرة رغم الانتشار الأمني الكبير، مشيرًا إلى أن المصلين حرصوا على الحفاظ على الهدوء والنظام لتفادي أي احتكاك مع القوات الإسرائيلية.

حادثة أثناء الخطبة

وشهدت صلاة الجمعة مطلع الشهر الجاري حادثة لافتة، بعدما أخرجت الشرطة الإسرائيلية شابًا من باحات المسجد أثناء الخطبة، عقب اعتراضه على الخطيب بسبب عدم تطرقه إلى الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.

وبحسب شهود عيان، تدخلت عناصر الشرطة فورًا وأخرجت الشاب من المكان، فيما استؤنفت الخطبة وسط أجواء من الهدوء الحذر.
وتأتي هذه الحادثة في ظل تشديد الإجراءات الأمنية داخل البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، خاصة بعد الزيارة الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، والتي رافقها استنفار أمني واسع في القدس.

قيود متواصلة وصمود متجدد

ويرى مراقبون في القدس أن الحادثة الأخيرة تندرج ضمن سياسة متشددة تتبعها الشرطة الإسرائيلية في التعامل مع الخطاب داخل المسجد الأقصى، حيث تم تسجيل عدة حالات توقيف خلال العامين الماضيين بسبب تصريحات أو شعارات وُصفت بأنها “تحريضية”.

ومع ذلك، يؤكد محللون أن الزيادة الكبيرة في أعداد المصلين تعكس رغبة واضحة لدى الفلسطينيين في الحفاظ على الطابع الديني والروحي للمسجد، رغم استمرار القيود الأمنية المشددة في محيطه.