كتب: محمد دراز
تحل اليوم الذكرى الـ 79 لإسقاط
القنبلة الذرية الأمريكية "الولد الصغير" على مدينة هيروشيما
اليابانية والتي خلفت دمارا هائلا وتسببت في مقتل ما لا يقل عن 200 ألف شخص حتى عام 1975، بينما أصيب الكثير
ممن نجوا بالسرطان وأمراض أخرى نتيجة تعرضهم للإشعاع في أسوأ كارثة إنسانية
شهدها العالم.
رفض الاستسلام
أقدمت الولايات
المتحدة على قصف هيروشيما بالقنبلة الذرية في السادس من أغسطس عام 1945 بسبب رفض
اليابان تنفيذ إعلان مؤتمر بوتسدام والذي ينص على استسلامها بدون أي شروط، ورفض
رئيس الوزراء الياباني آنذاك سوزوكي هذه الشروط وتجاهل المهلة التي أعطتها له
أمريكا وقامت الأخيرة بعد انتهائها باتخاذ قرار ضرب اليابان بالسلاح النووي وقامت
باستهداف مدينة هيروشيما وناجازاكي، محدثة دمارًا هائلا بالإضافة إلى خسائر بشرية
وبيئية كبيرة.
وأعلنت اليابان بعد ذلك استسلامها
لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بعد ستة أيام من ضربها
بالقنابل الذرية وذلك في الـ 15 من شهر أغسطس عام 1945، كما وقعت ألمانيا وثيقة
الاستسلام في السابع من مايو 1945، معلنة بذلك انتهاء الحرب العالمية الثانية
رسميا.
الولد الصغير
بعد رفض اليابان
الاستسلام قرر الرئيس الأمريكي وقتها هاري
ترومان، توجيه ضربة نووية إلى اليابان لإرغامها على الاستسلام وقبول شروط الحلفاء،
وتم توجيه الأمر للقوات الجوية ولم يكن يدري بول تيبيتس الطيار الأمريكي الذي ألقى
القنبلة الذرية على هيروشيما من طائرة كان يسميها إينولا جاي على اسم والدته، أنه
سيخلد اسمه في سجلات التاريخ.
قاد تيبيتس الذي يعتبر وقتها أفضل
طياري الجيش الأمريكي الطائرة الأمريكية التي ألقت القنبلة الذرية على هيروشيما في
اليابان، وهي قنبلة تحتوي على 60 كيلوغراما (130 رطلا) من مادة اليورانيوم ـ 235،
وكان اسم القنبلة الكودي (بالشفرة السرية) هو (الولد الصغير"، متوجها إلى هيروشيما وقام بإسقاطها في تمام
الساعة الثامنة والربع من صباح يوم 6 أغسطس عام 1945 محدثا كارثة إنسانية لا تزال
اليابان تعاني من تأثيراتها حتى الآن.
أضرار القنبلة
لم تقتصر أضرار القنبلة الذرية
الأمريكية التي ألقيت على هيروشيما على وقت إلقائها بل امتد تأثيراتها الخطيرة إلى
سنين طويلة وعلى مستقبل الأجيال اليابانية وذلك بسبب استمرار التأثيرات الضارة
الناجمة عن التلوث الإشعاعي فمن لم يقتله القنبلة مات بعد ذلك بسبب تأثيرات
الإشعاع الضارة التي تشير الدراسات إلى أن تأثيرها مستمر حتى اليوم وتتسبب في
الإصابة بالسرطانات وإصابة المواليد في اليابان بعيوب خلقية.
إحياء الذكرى
وتحيي اليابان في السادس من أغسطس من
كل عام ذكرى هيروشيما، حيث أقيمت اليوم الثلاثاء مراسم تكريم الضحايا في حديقة
السلام التذكارية بالمدينة، وحضر الحفل رئيس الوزراء كيشيدا فوميئو وممثلون عن 109
دول من بينها قوى نووية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، وتم وضع قائمة محدّثة
لضحايا القنبلة الذرية داخل نصب تذكاري في الحديقة.
وساد الصمت مدينة هيروشيما في الساعة
8:15 صباحًا، وهي تمام الساعة التي ألقيت فيها القنبلة في عام 1945.
وأكد كيشيدا، عزمه زيادة الزخم من أجل
نزع السلاح النووي، تزامنًا مع الذكرى الـ79 عاما على كارثة تعرض مدينة هيروشيما
لقصف بالقنبلة الذرية ، فيما أكد عمدة مدينة "هيروشيما" كازومي ماتسوي
على تضافر جميع الجهود للضغط على الدول التي تعتمد على الردع النووي من أجل تغيير
سياساتها.