كتبت.. آلاء محمدي "خاص بتونس"

يشغل بال جميع الأشخاص في كل البلاد العربية معرفة حقيقة العثور على الطفلة مريم التونسية، وشهدت منصات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها "إكس" (تويتر سابقًا)، تداولًا واسعًا لصورة ادعى ناشروها أنها تعود للطفلة التونسية "مريم" ذات السنوات الثلاث، وهي التي فقدت في ظروف غامضة على شاطئ قليبية الساحر شمال شرقي تونس.

حقيقة العثور على الطفلة مريم التونسية

كشفت فرق البحث والإنقاذ التونسية اليوم الإثنين 30 يونيو 2025 حقيقة العثور على الطفلة مريم التونسية، وهو أنه تم العثور على جثمان الطفلة مريم أنيس التي كانت قد اختفت قبل ثلاثة أيام في ظروف غامضة، لتنتهي بذلك آمال العثور عليها حية، وشكل اختفاء مريم صدمة للمجتمع التونسي وأثار تعاطفًا واسعًا، ليتحول القلق إلى فاجعة مع إعلان العثور على جثتها.


وعثر على جثمان الطفلة مريم بالقرب من ميناء معتمدية بني خيار، وهي منطقة تقع على مقربة من مدينة قليبية بولاية نابل، حيث فقدت الطفلة، ويشير هذا الاكتشاف المأساوي إلى أن الطفلة قد لقيت حتفها غرقًا بمياه أحد الشواطئ التابعة لمدينة قليبية، الواقعة شمال شرق تونس، وباشرت السلطات المختصة التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث وتحديد الأسباب الدقيقة وراء هذا الغرق المفجع.

حقيقة الصور المنتشرة على السوشيال لـ مريم التونسية

انتشرت بعض الصور التي زعم الكثيرون أنها للطفلة مريم التونسية، وهي محملة بآلاف التعليقات المتعاطفة التي تضرعت بعودة الطفلة سالمة إلى أحضان عائلتها، ولم يقتصر الأمر على المستخدمين العاديين، ولكن شاركتها بعض الصفحات الإخبارية ومنصات المحتوى الرقمي على نطاق واسع، لتراكم أكثر من 25 ألف مشاهدة وآلاف علامات الإعجاب والمشاركات، وهذا التفاعل الهائل منح الصورة مصداقية زائفة في أعين الكثيرين من المتابعين، وهم الذين كانوا يتشبثون بأي بصيص أمل في هذه الأوقات العصيبة، دون التحقق من مصدرها أو صحتها.


وسرعان ما تبين أن الحقيقة كانت مغايرة تمامًا لما تداولته الألسن وشاشات الهواتف، فقد أوضحت التحقيقات والتدقيق في مصدر الصورة أنها لا تمت بصلة من قريب أو بعيد بالطفلة مريم المفقودة، والصدمة كانت أكبر عندما اتضح أن الصورة الأصلية تعود ملكيتها لموقع "Getty Images"  العالمي، وقد نشرت لأول مرة في عام 2005 أي قبل ما يقارب العقدين من الزمن، والأكثر إثارة للدهشة أن الصورة تظهر طفلاً رضيعًا لا يتجاوز عمره 12 شهرًا، يطفو بسلام على عوامة بلاستيكية في أحد شواطئ ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، في مشهد لا علاقة له بأي عملية بحث أو فقدان.


القصة الكاملة لاختفاء الطفلة مريم التونسية

تعود قصة الطفلة مريم أنيس إلى ثلاثة أيام مضت، عندما اختفت أثناء لهوها ببحر مدينة قليبية بولاية نابل شمال شرق تونس، وكانت مريم التي قدمت من فرنسا برفقة عائلتها لقضاء العطلة الصيفية في وطنها الأم، تستمتع بوقتها على شاطئ عين غرنز، وهو شاطئ معروف بخطورته ويصنف ضمن أخطر الشواطئ في تونس.


وفور الإبلاغ عن اختفائها، أطلقت السلطات التونسية عملية بحث وإنقاذ واسعة النطاق، شملت جهودًا مكثفة ومتواصلة على مدار الأيام الثلاثة الماضية، ولضمان تغطية شاملة للمنطقة وفرت السلطات زورقًا للنجدة، إضافة إلى فريق غوص متخصص وفرقة الإسناد التكتيكي التابعة للوحدة المختصة بالحماية المدنية، وتم الاستعانة بتقنيات حديثة في عمليات البحث، بما في ذلك طائرة بدون طيار لتغطية مساحات واسعة من البحر والشاطئ، وتم توزيع عدد كبير من أعوان الحماية وسباحين منقذين على طول الخط الساحلي الممتد بين منزل تميم وقليبية، لتمشيط المنطقة بدقة بحثًا عن أي أثر للطفلة.